الرياض – وكالات
حظيت أربع طبيبات سعوديات يدرسن الطب في جامعة "ماسترخت" الهولندية بإشادة كبيرة من الجامعة، بعد أن أنهين متطلبات البرنامج الدراسي الصعب في وقت أقصر من الطلاب الآخرين، بحسب ما أعلن عنه نائب مدير الجامعة. وكرمت الجامعة الهولندية الطبيبات السعوديات المميزات أريج محجوب، رحمة الدولة، تسنيم بنجر، وأفنان كمال في حفل كبير حضره ممثلون من سفارتي السعودية في هولندا وألمانيا. والطبيبات الأربع هن الدفعة الأولى من الطبيبات المبتعثات لجامعة ماسترخت، منذ انطلاق البرنامج عام 2007 ويدرس حاليا في هولندا 540 طالبا وطالبة، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، في عدد من الجامعات الهولندية. وكشف السفير السعودي في هولندا عبدالله الشغرود أن 40 طالبا وطالبة طب سيصلون إلى هولندا ليمثلون الدفعة الثامنة للبرنامج. قبل أكثر من ست سنوات، بدا أن الفرص أغلق بابها في وجه أريج وزميلاتها، فعلى الرغم من حصولهن على شهادة الثانوية العامة بتفوق كبير لم تنجح أي منهن في الحصول على مقعد مناسب في الجامعات السعودية، أو الجامعات اللاتي يرغبن بها في الخارج، فتحولن قصرا إلى هولندا التي حققن فيها نجاحا باهرا. يومها قالت أريج، التي فشلت في الحصول على بعثة للولايات المتحدة الأميركية: "واجهت الإحباط، مع أني حاصلة على نسبة 97.50%". وتتابع في حديثها لتقرير صحافي نشر في جريدة الرياض "كنت أرغب بدراسة القانون، ولكن لمحدودية وضيق مجال العمل في هذا المجال داخل السعودية آثرت دراسة الطب، ولم يحالفني الحظ في أميركا، ولكنه جاء مبتسماً في هولندا". وكان أكثر ما يشغل بال أريج حينها الظروف المعيشية هناك وأسلوب الحياة الذي كان يختلف تماماً عن بيئة الحياة في السعودية. أما تسنيم زياد بنجر وأفنان يوسف كمال فكلتاهما حاصلة على نسبة 95% وكانتا تدرسان في جامعة الملك عبدالعزيز في كلية التمريض، ولكن كان طموحهما أكبر، فالتحقتا ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وتم قبولهما في برنامج بعثة الامتياز في هولندا. وكما أريج كان ما يزعج تسنيم وأفنان البعد عن الأهل والوطن، ونجحتا في تجاوز كل تلك الصعاب والتفوق. ولم تختلف قصة رحمة الدولة عن رفيقاتها سوى أنها كانت تحمل بين ذراعيها طفلا لم يتجاوز العام الأول، حصلت (أم محمد) على نسبة 97.94% وعندما لم تتمكن من حجز مقعد في كلية الطب بجامعة الملك فيصل، التحقت بكلية البنات قسم رياضيات، وما إن سنحت لها فرصة القبول في الابتعاث في الوقت الذي لم يحالف الحظ زوجها في بعثة خارجية لنيل شهادة الماجستير حتى أصرت على عدم ضياعها واعتبرتها فرصة العمر. وقالت رحمة: "رغم معارضة الأهل بسبب تخوفهم على ابني ومكان حضانته ورعايته أثناء أوقات الدراسة، إلا أني وبتشجيع من زوجي استطعت إقناعهم بقدرتنا على تحمل مسؤولية طفلنا والعناية به". الآن وبعد ست سنوات وبشهادة عميد جامعة ماسترخت الهولندية، كانت أريج وأفنان ورحمة وتسنيم على قدر التحدي وتفوقن في دراستهن.