بيروت ـ جورج شاهين
أعلنت الجامعة الأميركية في بيروت أسماء أربعة لامعين ستمنحهم شهادة الدكتوراه الفخرية في الانسانيات، خلال احتفال التخرج الرابع والأربعين بعد المئة في 14 حزيران المقبل. والمكرمون هم: اللغوي، والفيلسوف وعالم الإدراك الذهني والناقد الاجتماعي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نعوم تشومسكي، مدير مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية NASA Jet Propulsion Laboratory في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا اللبناني الأميركي شارل العشي، النجمة الأسطورية في السينما المصرية فاتن حمامة ورائد الأعمال العالمي المتميز وخريج الجامعة والعضو الفخري في مجلس أمنائها راي عيراني. ويمنح المكرمون الدكتوراه الفخرية تقديرا لأعمالهم وإشادة بمنجزاتهم التي سيبقى تأثيرها أمدا طويلا، وبمساهماتهم في تقدم مجالات المعرفة عبر البحث، وجهودهم في إغناء نوعية الحياة في المنطقة وفي العالم. يعرف الدكتور تشومسكي على نطاق واسع بوالد علم الألسنيات واللغة الحديثة بسبب عمله الرائد في القواعد التوليدية للغة وتطور اللغة البشرية. وتصاحبت انجازاته الأكاديمية مع كفاحه الذي لا يستكين في سبيل حقوق الانسان وحرية التعبير. وهو أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا منذ العام 1955 ونظرياته الثورية حول الجذور الجينية لامتلاك اللغة تعتبر مكملة لدراسته للألسنيات. وقد طورت أبحاثه اللغوية المعرفة في مجال الفنون الليبرالية وعلم النفس، وأيضا في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر. وتشومسكي مفكر ناقد وكاتب غزير الانتاج ويستمر في دفع العلماء والقادة إلى إعادة امتحان كل استنتاجاتهم عبر العديد من المواضيع التي تشمل الألسنيات والسياسة والمجتمع. ومن كتبه: "التراكيب النحوية" (1957)، "اللغة والعقل" (1972)، "السلام في الشرق الأوسط" (1974)، "معرفة اللغة" (1986)، "النظرية الأدنوية" (1995)، "إحتل" (2012). ولقد عرف بانتقاداته الصريحة للحروب الأميركية في فيتنام والعراق وكتب مطولا عن السلام في الشرق الأوسط، وتأييدا للقضية الفلسطينية. وهو عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم والجمعية الألسنية في أميركا. لقد كرس الدكتور العشي مسيرته المهنية لفهم ألغاز الفضاء الخارجي الشاسع. وهو يحمل شهادات متعددة تشمل الدكتوراه في العلوم الكهربائية، والماجيستر في العلوم الكهربائية، والهندسة، والجيولوجيا، والأعمال. إنضم إلى مختبر الدفع النفاث في العام 1970، وعين مديرا له في العام 2001. وتحت إدارته، قاد مختبر الدفع النفاث بعض أبرز مبادرات وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) بحثا واستكشافا. وتشمل الجوالات المريخية، وهي عربات آلية معقدة تقاد عن بعد وتسبر سطح الكوكب لفهم تاريخه وتكوينه. وبعض أبحاثه في الفيزياء الفلكية، أنتجت التكنولوجيا التي ولدت نظم التموضع العالمي والهاتف الخليوي. وقد وضع أكثر من 230 مؤلفا، ويملك براءات اختراع عدة في مجالات الاستشعار عن بعد بالموجات النشطة القصيرة جدا، والنظرية الكهرومغناطيسية. نال أكبر شرف تمنحه فرنسا لأجنبي، وهو رتبة فارس في جوقة الشرف، في العام 2010. وحصل على جائزة "آرثر بيكه" من الأكاديميه الوطنية للهندسة. كما حصل على جائزة "جي اي هيل" لمنجزات الحياة من المعهد الفضائي. وحصل على وسام الأرز من لبنان. وهو نائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وأستاذ الهندسة الكهربائية وعلم الكواكب. حمامة تعرف فاتن حمامة بسيدة الشاشة العربية. وهي لم تغير فقط من صناعة السينما المصرية، بل أظهرت في أدوارها كم يمكن للمرأة في المجتمع المصري والمجتمعات العربية أن تكون قوية، قائدة لمصيرها، ومستقلة. وقد مثلت أول أدوارها وهي في سن الثامنة. وفي الخامسة عشرة، التحقت بالمعهد العالي للتمثيل في القاهرة. وباكرا في مسيرتها المهنية، أدت أدوارا في أفلام من مثل "كرسي الاعتراف"، والدور الرئيسي في فيلم "لك يوم يا ظالم" الذي رشح لنيل الجائزة الدولية في مهرجان كان. ومع ذياع اسمها، باتت تختار فقط الأدوار التي تتناول ممنوعات اجتماعية، ومنها جرائم الشرف والطلاق. وفي ما بعد، اتجهت نحو الأدوار المؤيدة للديموقراطية، مثل دورها في فيلم "أمبراطورية ميم". كما مثلت في أفلام تلفزيونية مثل "ضمير أبله حكمت" ومثل "وجه القمر". وقد نالت إعجاب النقاد وأكثر من عشرين جائزة في المنطقة لعملها، ومنها وسام الأرز اللبناني. كما نالت جائزة نجمة القرن لمنجزات العمر في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. تخرج الدكتور راي عيراني من الجامعة الأميركية في بيروت في سن الثامنة عشرة مع شهادة في الكيمياء. ثم حاز على الدكتوراه في الكيمياء من الولايات المتحدة. وفي العام 1957 بدأ مسيرته المهنية كعالم أبحاث. وبحلول العام 1983 كان قد أثبت نفسه في قطاع صناعة النفط والغاز. وسرعان ما ارتقى إلى رئاسة شركة "أوكسيدنتال بتروليوم كوربورايشن"، وخدم لاحقا كرئيس مجلس ادراتها ورئيسها التنفيذي لأكثر من عشرين عاما. ثم أصبح الرئيس التنفيذي لمجلسها. وبقيادته، أصبحت "أوكسيدنتال" رابع أكبر شركات النفط والغاز في الولايات المتحدة، مع أربعين ألف موظف حول العالم. ونشر أكثر من خمسين بحثا تقنيا، ويمتلك 150 براءة اختراع أميركية وأجنبية. ومن بين التشريفات التي نالها وسام الأرز الوطني الذي منحه له رئيس الجمهورية اللبنانية في العام 1996، وفارس جوقة الشرف في العام 2011، كما أنه انتخب للأكاديمية الوطنية للهندسة في العام 2012. وقد انتخب إلى مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1986، وخدم كرئيس مشارك للمجلس وكعضو شرف فيه هذا العام. وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور بيتر دورمان: "حتى من دون النظر إلى سيرهم المرموقة، فإن هؤلاء المكرمين يمثلون الامتياز في حقول الدراسة والقيادة والأعمال وخدمة الآخرين. وعملهم ومنجزاتهم هي مصدر إلهام للعديد في لبنان والمنطقة والعالم". هذا وستمنح الجامعة الدرجات العلمية لألف وتسعين طالب وطالبة من دراسات ما قبل التخرج، و310 من طلاب الدراسات العليا. يذكر ان الجامعة الأميركية في بيروت تأسست في العام 1866، وتعتمد النظام التعليمي الأميركي الليبرالي للتعليم العالي كنموذج لفلسفتها التعليمية ومعاييرها وممارساتها. والجامعة هي جامعة بحثية تدريسية، تضم هيئة تعليمية من 700 عضو، وجسما طلابيا من حوالي 8000 طالب وطالبة. تقدم الجامعة حاليا ما يناهز 100 برنامج للحصول على البكالوريوس، والماجيستر، والدكتوراه، والدكتوراه في الطب .كما توفر تعليما طبيا وتدريبا في مركزها الطبي الذي يضم مستشفى فيه 420 سريرا.