القاهرة - مصر اليوم
قالت باحثة بارزة فى مجال العلوم المعرفية فى مؤتمر علمى كبير عقد فى برلين أن عملية قراءة البشر لأفكار بعضهم البعض لا تندرج تحت مصطلح التخاطر، ولكنها عبارة عن عملية محاكاة للحالات الذهنية للآخرين. وكانت ناتالى سيبانز واحدة من بين المنظمين الأربعة الرئيسيين للاجتماع السنوى لجمعية العلوم المعرفية، وهى شبكة عالمية من علماء النفس وعلماء البرمجيات والفلاسفة الذين بدأوا نقاشا حول أسرار العقل البشرى فى بداية شهر آب/أغسطس الجارى فى برلين. وقالت سيبانز فى مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لقد أجرينا تجارب لم يسمح فيها للأشخاص بالتحدث إلى بعضهم البعض، وبالرغم من ذلك فقد حققت هذه التجارب درجة عالية من التنسيق... ستتعجب فعلا إذا كان هذا الأمر عبارة عن قراءة للأفكار، لكنه بالطبع ليس كذلك، بل يبدو فقط إنه يشبه ذلك". وأوضحت: "نعتقد أن البشر قادرون على التنسيق مع بعضهم البعض لأنه بإمكانهم التخطيط لأفعال الآخرين كما لو كانت أفعالهم". محاكاة نوايا الشركاء هى التى تمكننا من عزف الموسيقى معا أو خوض مباريات رياضية ضمن فريق. وقالت سيبانز النمساوية المولد والتى تعمل أستاذة مشاركة فى الجامعة الأوروبية المركزية فى بودابست: "فى رأسك، أنت تفكر فى تصرفات الناس الآخرين، وهذا يحدث تلقائيا دون أن تكون واعيا بذلك". وأضافت: "عندما يقوم شخص ما برمى كرة إليك، فأنت تستعد... يمكنك القيام بهذه التوقعات لأنك انت نفسك تعرف كيف ترمى الكرة". وقد شارك 1600 شخص فى مؤتمر هذا العام والذى عقد تحت عنوان: "العقول التعاونية: التفاعل الاجتماعى وديناميات المجموعة". وتابعت سيبانز قائلة أن الاجتماعات السابقة للجمعية التى تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها شهدت مشاركة ألف شخص، لكن الاهتمام بهذا المجال يتزايد، هذا فضلا عن أن برلين تعد مكانا جذابا لعقد مثل هذه المؤتمرات. إن العلوم المعرفية ستساعدنا على تصميم روبوتات تقوم بما يريده الناس، بدلا من كونها تتمتع بذكاء آلى ضعيف. وقالت سيبانز: "بمجرد أن نفهم على نحو أفضل الكيفية التى يفكر بها البشر، فسيصبح من الممكن صنع روبوتات ذكية ويمكن أن يكون هذا مفيدا للمجتمع". وأضافت: "ذكاء (الروبوتات) لا يعنى كونها مثل البشر، بل إنها يمكن أن تساعد البشر فى بعض الأنشطة". وقال العديد من العلماء المشاركين فى هذا الحدث إنهم يتوقعون أن تعمل الروبوتات على مساعدة وتمكين كبار السن الذين أصبحوا ضعافا. وأوضحت سيبانز: "هناك الكثير من الناس فى هذا المؤتمر الذين هم فى الواقع يحاولون صنع روبوتات ومعرفة ما إذا كان بإمكانها التفاعل مع البشر.. بالطبع نحن فقط فى البداية، ولكن يمكن للمرء أن يرى تقدما يحدث فى السنوات الأخيرة". وقالت أن "الذى يجعل هذا صعبا هو أن البشر أصبحوا معتادين - نتيجة للتفاعل الاجتماعى مع بعضهم البعض - على التنسيق الدقيق جدا وعلى ملاحظة كل شيء غير طبيعى وغير معتاد حتى لو كان صغيرا. أما فيما يتعلق بالروبوتات، فإنها عادة ما تكون أكثر بدائية، كما أنها لا تتفاعل بسرعة، وهى فوق كل شيء لا تتمتع بالصفة البشرية".