القاهرة ـ مصر اليوم
توفيت الحاجة أمنة دهشان ابنة عزبة ابودهشان التابعة لمركز ومدينة ابوصوير بمحافظة الإسماعيلية المصرية، عن عمر يناهز 95 عاما والتى تعد أول فدائية تساعد الجنود خلال حرب النكسة وحرب 73 وأول من قدمت الطعام وفتحت منزلها للجنود في 5 يونيو 1973 وأول سيدة ريفية تولت منصب عضو مجلس محلي محافظة وأول سيدة حملت رخصة السلاح وعاصرت الحرب العالمية الثانية وحرب 48 والعدوان الثلاثي ونكسة 67 وحرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر 1973.
والفدائية الراحلة آمنة دهشان تعد أقدم معمرة في محافظة الإسماعيلية، والتي عاصرت الحرب العالمية الثانية، وكانت شاهدة على أحداث النكسة، ثم انتصارات أكتوبر المجيدة، بل وشاركت في المقاومة الشعبية، وكانت السيدة الوحيدة التي حصلت على تصريح دخول مدن القناة أثناء فترة حرب أكتوبر وما قبلها، ولم يتوقف دورها عند ذلك، بل استكملت مسيرتها من خلال العمل العام والتطوعي، ورُشحت عضو مجلس محلي بالإسماعيلية، كأول ريفية عام 1989 لخدمة أبناء قريتها، تحفر بين طيات ذاكرتها أهم حقبة في تاريخ مصر.
الحاجة آمنة دهشان أو بنت العمدة، كما يطلق عليها الكثير، تجاوزت التسعين عامًا، كما أكدت هويتها الرسمية في الأوراق الحكومية، ومن المحتمل أن يفوق عمرها ذلك بكثير نظرًا؛ لأنه لم يكن هناك شهادات ميلاد أو بطاقات لتحديد الهوية، وكانوا يقومون بتسنين المواطن الذي ليست له شهادة ميلاد بحسب ما يراه طبيب الوحدة الصحية في ذلك الوقت.
الفدائية الراحلة امنة دهشان من أبناء البدو جاءت أسرتها إلى مدينة الإسماعيلية قبل تأسيسها وعاشت وتزوجت وأنجبت فيها، لديها من الأبناء 8 و45 حفيدًا، ولدت في 16 نوفمبر 1925، وتعلمت في «كتاب القرية»، أحبت الحياة الريفية وكانت الزراعة عشقها الأول، كانت تبحث عن الأراضي لشرائها واستصلاحها وكانت تشرف بنفسها على أعمال الزراعة وجني المحصول.
تزوجت الراحلة بمهر بلغ 6 جنيهات، وكانت شبكتها برقع من الذهب وأواني نحاس، وذكرت الراحلة فى احدى حوارتها لوسائل الاعلام انها تتذكر اسم المأذون الذي كتب الكتاب يدعي الشيخ عبدالشكور، وكان زوجها رجلا طيبا لا يجيد القراءة ويعتمد عليها في بيع المحصول وخدمة أبناء القرية، وتوفى في 2001 أثناء قضاء مناسك العمرة ودفن في البقيع بالسعودية.
كما تعد الراحلة الحاجة امنة دهشان احدى الفدائيات التي تعاونت مع الجنود المصريين في معركة الشرطة مع الانجليز اثناء المعركة الدائرة بين الشرطة المصرية وقوات الاحتلال في 25 يناير 1952 في محيط مبنى ديوان محافظة الإسماعيلية بعد رفض الشرطة تسليم أسلحتها لقوات الاحتلال وكانت عمرها وقتها 27 عاما بعد انضمامها للفدائيين.
ذكرت الراحلة فى احد حوارتها الصحفية انه كان دوري بعد أى عملية فدائية للشباب والرجال البواسل فى الإسماعيلية، كان لى دور مهم أنا والحاجة أم رضوان، رحمها الله، التى كانت فى مثل عمرى تقريباً، ودورنا كان يتلخص فى إخفاء أسلحة الجنود الإنجليز فى ملابسنا، إضافة إلى أن الفدائيين بعد كل عملية كانوا يختبئون عندنا فى المزارع التى يمتلكها والدى الحاج محمد منصور دهشان، وكانوا يرتدون الجلباب ونسلم كلاً منهم فأساً لتفادى تفتيش الإنجليز.
والحاجة آمنة، تعد أول سيدة بمحافظة الإسماعيلية تحمل رخصة سلاح، حيث استخرجتها فى سبعينات القرن الماضى، خلال حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بغرض الدفاع عن النفس وممتلكاتها من الأراضى والمواشى.وتزوجت من ابن عمها خلال فترة حكم الملك فاروق.
وقد يهمك أيضًا:
عبير موسي تُبيّن أن بعض الأحزاب السياسية تسمح بعمل داعش في تونس
أم تقتل أطفالها الخمسة وتقف أمام القطار