"بناتك جايين من شقة مفروشة" "سامحينا يا أمي كنا عايزين نعيش"، كلمات طافت كالسراب فى عقل "أمينة" حين تصادفت برؤية ابنتيها بقسم شرطة المرج، مكبلة أيديهن بالكلبشات، ينتظرن مستقبلهن المظلم، جالستين أرضا ودموع الندم متساقطة منهن، فأطلقت الأم عدة صرخات وذهنها في حالة رفض تام للأمر الواقع، زهرتا العمر في مهب ريح عاتية، ستترك ورائها عار لا يزول.
"شبه بناتي لكن مش دول اللي ضيعت عمري في تربيتهم".. بنظرة تصحبها الدهشة والانكسار وقفت "أمينة" في قسم شرطة المرج في حالة ذهول، فابنتاها "هالة ومنة" تم إلقاء القبض عليهما بإحدى شقق ممارسة الأعمال المنافية للآداب العامة، وقفت الأم تنظر لهيئة "هالة ومنه" وقامت لتنظر لشكل ملابسهما الخليعة، لتقسم أن تلك الفتاتين ليستا ابنتاها.
"بناتي بيشتغلوا في شركة".. "بناتي خريجي كليات ما يعملوش كدة".. كلمات قالتها الأم من حسرتها، لتدخل "هالة ومنة" في نوبة بكاء على ما أوصلا والدتهما إليه، ذكرت الأم أنها لم تترك فرصة لعمل إلا وعملت بها لكي تصرف على نجلتيها خاصة بعد وفاة والديهما منذ أكثر من 7 سنوات، وأن "هالة ومنة" حديثي التخرج من أفضل الكليات، وأشارت إلى أن الفتاتين تعملان منذ تخرجهن موظفتين بإحدى شركات المقاولات الكبرى.
أثناء عمل "أمينة" عاملة نظافة بإحدى المراكز التعليميه تشاجر معها أحد أولياء الأمور، بسبب سقوط مسحوق النظافة عليه بدون قصد منها، مما أثار غضبه وتشاجر معها ووصل الأمر للاشتباك معها بالأيدي، ما دفع الأم أمينة للذهاب لأقرب قسم شرطة لتحرير محضر ضد ولي الأمر، لتسوقها الصدفة لرؤية حقيقة ابنتيها.
باشر التحقيقات بالواقعة مهاب صالح وكيل أول نيابة المرج، وقرر حبس المتهمتين "هالة ومنة" 4 أيام على ذمة استكمال التحقيقات، وذكرت الشقيقتان بالتحقيقات أنهما حاولتا جاهدتين أن يجدا عملاً شريفًا لكنهما لم يجدا سوى ذلك الطريق المظلم لكسب الأموال سريعًا.