القاهرة - مصر اليوم
لم يستطع عماد أن يتعايش نفسيًا مع خبر زواج طليقته من شخص آخر، وحرمانه من رؤية أطفاله، فقرر التخلص منها؛ تتبعها أثناء توصيل اثنين من أطفالهما إلى المدرسة، حتى سنحت له الفرصة، وانقض عليها طعنًا بسكين أرداها قتيلًا، وما إن تأكد من وفاتها، حتى طعن نفسه بذات السكين محاولًا الانتحار.
"مش قادر أشوفها مع راجل غيري" بتلك الكلمات برر المتهم ارتكابه للواقعة في اعترافاته أمام ضباط مباحث قسم شرطة البساتين.
قبل 23 عامًا تعرف المتهم "عماد" على هدى، وبعد فترة خطوبة تزوجا وأقاما في منطقة الزاوية الحمراء، ثم رُزق الزوجين بأربعة أطفال تراوحت أعمارهم بين 21 و9 سنوات، وانتقلت الأسرة للإقامة في منطقة البساتين.
يقول أحمد، أحد أهالي المنطقة: في بداية حياتهما الزوجية كانت حياة الأسرة هادئة ومستقرة، وبالرغم من تعثر الزوج ماديًا، إلا أن الزوجة تحملت مشاق الحياة، حتى حصل عماد على عقد عمل في السعودية.
ظنت الزوجة أن مشاكلهم المادية في طريقها للحل، ولم تكن تعلم أنها على أعتاب مشاكل أكثر تعقيدا من تلك التي عاشتها قبل سفر زوجها، يكمل أحمد: ظل الزوج في السعودية طيلة فترة زواجهما، يقطع غيابه بإجازات قصيرة على فترات متباعدة، ويرسل لها أموالًا ضئيلة للإنفاق على المنزل، ما تسبب في حدوث مشاجرات بصفة مستمرة بينهما خلال فترات إجازته.
يتذكر أحد الأهالي، قبل سنة ونصف نشبت مشادات بينهما تطورت إلى تشابك بالأيدي، حتى اعتدى عليها بالضرب، وانتهى الأمر بتطليقها، وبعد فترة تدخل الأهالي ونجحوا في إنهاء الخلافات وعاد الزوجان بعدما تعهد بعدم تكرار الأمر ثانية.
سافر الزوج إلى السعودية، وامتنع عن إرسال مصروفات لزوجته وأطفاله الأربعة، ما اضطرها لإقامة دعوى تطليق، وحصلت على حكم قضائي بتطليقها يوضح " عاطف" أحد الأهالي.
قبل شهر ونصف عاد الزوج إلى مصر لقضاء فترة إجازة، فاكتشف مغادرة زوجته وأطفاله الأربعة المنزل، وعلم من الأهالي أنها تزوجت من "م. ص"، فذهب لمنزل زوجها وظل يصرخ " الخاينة اتجوزت عليا، وسرقت فلوسي" فتدخل الأهالي في محاولةٍ لتهدئته، هكذا قال "هاني" أحد سكان المنطقة.
يوم الواقعة
كعادتها تذهب هدى لتوصيل اثنين من أطفالهما إلى المدرسة، لكن الأحد الماضي تغير السيناريو اليومي، بعدما اعتدى المتهم عليها طعنًا بسكين أرداها قتيلة وسط الشارع.
يحكي شاهد عيان: تلثم المتهم بغطاء "كوفية سوداء" لإخفاء معالم وجهه، وما أن شاهد المجني عليها؛ فتعقبها حتى سنحت له الفرصة وطعنها 7 طعنات، فسقطت المجني عليها أرضًا ممسكة بيدي طفليها قائلة "خلوا بالكم من بعض"
صرخات مدوية أطلقها الطفلين لفتت انتباه سكان المنطقة الهادئة، سارعوا لاستبيان الأمر، نجح الأهالي في الإمساك بالمتهم الذي طعن نفسه بذات السكين قائلاً: " طلقتني واتجوزت راجل تاني".
أبلغ أهالي المنطقة المقدم علي فيصل رئيس مباحث البساتين، بوجود سيدة ملقاة أرضًا، وبها طعنات عدة عقب قيام طليقها بطعنها وطعن نفسه بالشارع، تم نقلهما إلى المستشفى وتم إسعاف المتهم لكن طليقته فارقت الحياة.
واعترف المتهم أمام رجال المباحث، أنه قتلها وحاول الانتحار، لعدم تمكنه من العيش بدونها، وقرر الانتقام منها عندما علم برغبتها بالزواج من آخر، وقال "مش هستحمل أشوفها مع راجل غيري فكان لازم أموتها".
وبتفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالشارع، تبين أن المتهم تتبع الضحية وطعنها 3 طعنات من ضهرها ثم التفت له الضحية فقام بطعنها 4 طعنات آخرين، وعندما سقطت أرضا قام بطعن نفسه 3 طعنات.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وأحيلت للنيابة للتحقيق.