واشنطن - مصر اليوم
رشّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت، لمنصب المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة، خلفًا لنيكي هايلي، التي تترك المنصب مع نهاية هذا العام.
ولا يزال ترشيح ناورت بحاجة إلى موافقة "الكونغرس" على تعيينها في المنصب، وهذه نظرة إلى صعودها من مذيعة تلفزيونية إلى وجه جديد للدبلوماسية الأميركية، وذلك خلال سنتين فقط.
من هي هيذر ناورت؟
ولدت هيذر ناورت عام 1970 في ولاية إلينوي الأميركية. وتخرجت في جامعة كولومبيا في نيويورك، وحصلت على شهادة في مجال الصحافة، وبدأت مشوارها المهني بالتلفزيون في عام 1996، وانتقلت إلى قناة "فوكس نيوز" عام 1998، وقضت فيها أكثر مسيرتها المهنية.
وفي أبريل/نيسان 2017، أعلنت الإدارة الأميركية عن نية تعيينها متحدثة رسمية باسم الخارجية الأميركية، وكانت ناورت حينها مذيعة لبرنامج Fox & Friends الصباحي على قناة "فوكس نيوز"، أحد البرامج المفضلة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأشارت الخارجية الأميركية إلى خبرتها الصحفية الكبيرة، بما في ذلك تغطية الأحداث الدولية الكبيرة، وهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001، والحرب في العراق والنزاع في إقليم دارفور في السودان، بينما يرى مراقبون أن ناورت لا تملك أي خبرة سياسية أو دبلوماسية.
لماذا اختارها ترامب؟
يشير المراقبون إلى أن أحد المعايير الأساسية بالنسبة لدونالد ترامب لدى تعيينه أي شخص في مناصب في إدارته، هو الولاء له وعدم الاعتراض على سياساته، حيث تحظى ناورت بدعم من البيت الأبيض، فيما لم تتمكن من الحصول على ثقة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، الذي اعتبرها "جاسوسة للبيت الأبيض"، حسب التقارير الإعلامية، وابتعد عنها قدر الإمكان، ولم يسمح لها بمرافقته في سفره الخارجي كما لم يجر معها أي لقاءات مباشرة.
وبدأ تألق ناورت على الحلبة الدبلوماسية الأميركية مع تعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية محل تيلرسون.
عنصر مهم من فريق بومبيو
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن بومبيو يعتبر ناورت إحدى أهم الشخصيات ضمن فريقه، وترافق الوزير في العديد من الجولات وحضرت جميع المفاوضات البالغة الأهمية، وقد صعدت إلى الدرجة الرابعة في سلم الدبلوماسية الأميركية بعد أن تم تعيينها قائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة والعلاقات العامة، مع احتفاظها بمنصب المتحدثة الرسمية باسم الخارجية، ما يعتبر حدثا فريدا من نوعه في تاريخ الخارجية الأميركية.
وحسب تقرير لمجلة Vanity Fair، يؤيد ترشيح ناورت لمنصب المندوب لدى الأمم المتحدة كل من مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون ورئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي ومايك بومبيو، حيث يأملون بأنها ستكون أكثر "امتثالا" للإدارة الأميركية من نيكي هايلي، التي تحدثت التقارير الإعلامية عن توترات بينها وبين ترامب في بعض الأحيان.
ونقلت المجلة عن مسؤول سابق في الخارجية الأميركية قوله "من وجهة نظر بومبيو وبولتون هي تعتبر خيارا جيدا لأنها لا تمثل أي خطر عليهما. وفي السنوات السابقة كانت هناك صدامات بين المندوب لدى الأمم المتحدة وبين وزير الخارجية أو مستشار الأمن القومي بشأن المواقف من السياسة الخارجية". وأضاف المسؤول أنه بالتالي يبدو اختيار مرشح أقل خبرة مناسبا للإدارة.
المصادقة في الكونغرس والعقبات المحتملة
ويشير المراقبون إلى أن عدم وجود الخبرة الدبلوماسية لدى هيذر ناورت قد يكون العقبة الرئيسية أمام موافقة الكونغرس على تعيينها في المنصب، واعتبر الدبلوماسي السابق والموظف في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بريت برون في حديث لـ Vanity Fair أن "نيكي هايلي كانت خبيرة في السياسة الخارجية بالمقارنة معها".، مشيرا إلى ناورت ستواجه في هذا المنصب العديد من القضايا التي لا تعرف معالجتها.
وفي الوقت ذاته، يعترف الخبراء بقدرة ناورت على التعلم، ويقولون إن اكتساب الخبرة قد يكون مسألة وقت في هذا الصدد، وأشار مسؤول في الخارجية الأميركية لم يذكر اسمه، في حديث لصحيفة Business Insider إلى أن ناورت تظهر جيدا أمام الكاميرا عندما تعقد مؤتمرات صحفية، لكن أمامها طريقا طويلا، وهي ستحتاج إلى مساعدة، وسيتعين على الموظفين في الخارجية إطلاعها على الأمور مرات عديدة لأنها "تستوعب المعلومات بصعوبة"، حسب قوله.