القاهرة ـ شيماء عصام
أثار تعيين الرئيس عبدالفتاح السيسي ٢٨ عضوًا في البرلمان المصري بموجب الصلاحيات التي منحها الدستور اهتمام المراقبين لما تميزت به البرلمانيات الجدد من كفاءات مميزّة وتعتبر الدكتورة جيهان زكي التي كانت من ضمن الـ ٢٨ برلمانية تم تعيينها نموذجاً يعتد به لما تتمتع به من كفاءة يفتخر بها كل مصري ومصرية في الحقول التي خدمت بها وعلى المستوى الاكاديمي، وتشغل الدكتورة جيهان محمد ابراهيم زكي مناصب من بينها الرئيسة السابقة للأكاديمية المصرية للفنون بروما، وأستاذ علوم المصريات بالمركز القومي للبحوث العلمية بجامعة السوربون الفرنسية.
ولدت جيهان زكي في 4 يوليو عام 1966 في القاهرة، والتحقت بجامعة حلوان لدراسة "علوم المصريات" التي أتمتها بحصولها على درجة البكالوريوس من كلية السياحة والفنادق بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف عام 1987 و تم تعيينها معيدة بذات الكلية، ثم نالت درجة الماجستير في "علوم المصريات" عام 1993 على يد عالم الآثار الكبير جمال الدين مختار، وسرعان ما إبتعثتها الحكومة المصرية إلى جامعة ليون (لويز لوميير) في فرنسا في أغسطس 1995 للحصول على درجة الدكتوراه في نفس التخصص التي حصلت عليها عام 2000 عن رسالة علمية عنوانها " أسوان والنوبة في العصر اليوناني الروماني".
وانتخبت الدكتورة جيهان زكي نائب رئيس اتحاد الطلبة المصريين في فرنسا من عام 1995 حتى 1999، وعقب حصولها على درجة الدكتوراه أعدت دراسات متقدمة في علوم المصريات وذلك في إطار مركز البحوث التابع للوكالة الجامعية للفرنكوفونية في باريس عام 2001، كما امتدت دراساتها إلى دراسات رفيعة المستوى في مجال "الإدارة الثقافية" والتي توجتها بحصولها على درجة الماجستير من جامعة "سيينا" الإيطالية عام 2014 عن دراسة بعنوان "الدبلوماسية الثقافية والعولمة".
بدأت الحياة العملية لجيهان زكي بتعينها معيدة بكلية السياحة والفنادق ــ جامعة حلوان عام 1988، ثم حصولها على درجة "مدرس مساعد" عام 1993، ثم "مدرس" بذات القسم عقب عودتها من البعثة الحكومية عام 2000 ثم درجة "أستاذ مساعد" عام 2005 وأستاذ في "علوم المصريات" عام 2010، وتم اختيارها عام 2003 كممثلاً عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار التابع حينذاك لوزارة الثقافة لدى منظمة اليونسكو في باريس لمتابعة الملف المصري الخاص بالتراث الثقافي حتى عام 2005، الذي أصبحت فيه مدير عام آثار الوجه البحري بالمجلس الأعلى للآثار، ثم مدير عام لإدارة شؤون المنظمات الدولية واليونسكو بالمجلس الأعلى للآثار بجانب الإشراف على إدارة الآثار المستردة بالمجلس الأعلى للآثار عام 2010، وفي نفس العام أسند إليها منصب "مدير صندوق إنقاذ آثار النوبة" التابع لوزارة الثقافة والذي كان قد أسس بالشراكة مع منظمة اليونسكو عام 1960 في إطار "الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة".
وعملت جيهان زكي مستشاراً للشئون الخارجية والمنظمات الدولية في وزارة الآثار وليدة الأحداث عام 2011 ، لتنتقل فيما بعد للعمل كمستشار لمنظمة اليونسكو بمكتبه الإقليمي في القاهرة للتنسيق مع الحكومة المصرية فيما يخص ملفات الثقافة والحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، وظلت في منصبها حتى تولت رئاسة الأكاديمية المصرية للفنون بروما في أغسطس 2012، وكانت أول امرأة يقع عليها الاختيار لرئاسة الأكاديمية بعد أن تعاقب على هذا المنصب ثلاثة عشر رئيساً للأكاديمية على مدار قرابة المائة عام، كما كانت المرة الأولى التي يتم اختيار رئيساً للأكاديمية عن طريق مسابقة رسمية يعلن عنها عبر الجرائد الرسمية، ووسط منافسة قوية من عدد كبير من رموز الفن والثقافة في مصر استطاعت أن تفوز بهذا المنصب.
وخلال ترأسها للأكاديمية استطاعت الدكتورة جيهان زكي تحقيق عدد كبير من الإنجازات، منها الوصول بالأكاديمية إلى مركز الصدارة بين الأكاديميات الأجنبية المنتشرة في أنحاء إيطاليا، و النجاح في إدراج مقر الأكاديمية على قائمة المزارات السياحية في إيطاليا، وتسجيل مبناها ضمن قوائم الطرز المعمارية المتميزة عام 2013 على خلفية مبادرة من بلدية روما، والحصول على تصنيف لمعرضها الدائم "توت عنخ أمون ... واللغز المفقود" ضمن المعارض الفنية الأكثر أهمية في روما وكذلك إدراج مكتبة الأكاديمية ضمن أفضل المكتبات التي تولي اهتمام خاص باستقبال الشباب و الأطفال و تقيم أنشطة ثقافية وتعريفية بالحضارة القديمة، فضلاً عن الإشراف على تنظيم فعاليات ذات رسائل دبلوماسية ثقافية في المراحل الدقيقة التي مرت بها مصر خلال الأعوام الأخيرة من خلال برامج الأكاديمية المصرية للفنون بروما.
وعلى الصعيد الأكاديمي اختيرت الدكتورة جيهان زكي كأستاذ زائر للتدريس/الإشراف على الرسائل العلمية تقديراً لإسهاماتها العلمية وخبراتها المتعددة في مجال إدارة المؤسسات الثقافية والتاريخ المصري وعلوم المصريات، وكان ذلك في عدد كبير من الجامعات والمعاهد حول العالم, منها جامعة "سنجور" الأفريقية بالإسكندرية (مصر)، جامعة السوربون – باريس (فرنسا) – جامعة ليون "لويز لومير"(فرنسا)، جامعة عين شمس (مصر) ، جامعة القاهرة (مصر) – جامعة المنيا (مصر) – جامعة لاسبينزا ــ روما (إيطاليا) ، جامعة واسيدا – طوكيو (اليابان)، وكذلك أستاذ زائر بمعهد الدراسات الدبلوماسية (التابع لوزارة الخارجية المصرية) لتأهيل الملاحق الدبلوماسيين و تنبيه أذهانهم لأهمية الملفات الثقافية في حقائبهم بجانب محاضرات عن تاريخ مصر و حضارتها.
شغلت جيهان زكي عضوية الكثير من اللجان الوطنية والمؤسسات العلمية والثقافية، منها عضوية اللجان الخاصة باسترداد الآثار المصرية التي خرجت بشكل غير شرعي من البلاد، وعضوية لجنة الإعداد لمعارض الآثار الخارجية بالمجلس الأعلى للآثار، وعضوية اللجنة العلمية للمركز المصري الفرنسي بالكرنك، وعضوية اللجنة العلمية المنوطة بإعداد دراسات متكاملة وتصميم لمتحف الآثار الغارقة في الإسكندرية بالمجلس الأعلى للآثار، وعضوية اللجنة العلمية المنوطة بشأن مشروع PHAROS" " والذي يهدف إلى الحفاظ على الفنارات البحرية الأثرية في منطقة البحر المتوسط وترميم وإعادة بناء ما تهدم منها، كما أنجزت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية وقدمت عدد كبير من الكتب و المقالات بالعربية والفرنسية و الإنجليزية و الإيطالية خاصة في مجال علوم المصريات والآثار.
حصلت جيهان زكي على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام فارس من الطبقة الوطنية من جمهورية فرنسا 2009، وزمالة أكاديمية برلين من المعهد الألماني للآثار بالقاهرة عام 2010، وتكريم الإمارات العربية ضمن وفد منظمة إيكروم بالشارقة عام 2013، كما اختارتها اليونسكو عام 2015 لتكريمها ضمن 70 امرأة حول العالم بمناسبة مرور 70 عام على تأسيس المنظمة تقديراً للإسهامات في المجالات الاجتماعية والإنسانية والثقافية، وكرمتها إيطاليا بحصولها على الوردة البرونزية الإيطالية" التي تعد أرفع وأقدم الأوسمة في مجال التواصل بين الشعوب بإيطاليا في دورتها السادسة و الأربعين عام 2015 ووسام "شجرة الإنسانية" في مارس 2017 لدورها في تدعيم لغة الفكر والثقافة وإسهامها في التقريب بين الشعوب خاصة في الأوقات الدقيقة التي تعيشها البشرية في الآونة الأخيرة وعلى أهمية إعلاء لواء الفكر والفن ومد جسور التواصل الثقافي .
قد يهمك ايضا :
أمين مجلس النواب المصري يؤكّد أن تسليم بطاقات العضوية والحقائب البرلمانية الأحد المقبل
الحصانة تغيب عن 409 نواب بعد 12 ساعة أشهرهم مرتضى وعجينة وقرطام والحريري