تونس ـ أزهار الجربوعي
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الأربعاء، أنها قامت بترحيل ناشطتين أوكرانيتين وأخرى بيلاروسية كن يعتزمن التعري أمام المحكمة التونسية احتجاجا على محاكمة 3 من زميلاتهن المنضويات تحت لواء منظمة "فيمن" الأوكرانية للاحتجاج بالصدور العارية من بينهن أمينة التونسية ، في حين أقدمت الناشطة علياء المهدي في المنظمة نفسها على إمامة عدد من زميلاتها لتأدية الصلاة بالصدور العارية أمام السفارة التونسية في العاصمة الفرنسية باريس. وأكدت وزارة الداخلية التونسية، الأربعاء، أن المصالح الأمنية قامت الأربعاء بترحيل ناشطة أوكرانية تنتمي لما يعرف بمنظمة "فيمن" للاحتجاح بالصدور العارية، بعد أن تم ترحيل ناشطة بيلاروسية وأخرى أوكرانية الثلاثاء. وأوضحت الداخلية التونسية أنه تمّ اتخاذ هذا الإجراء بعد أن توفرت معلومات مؤكّدة مفادها اعتزامهنّ القيام، الأربعاء، بتحرّك احتجاجي بطريقة التعرّي أمام قصر العدالة بتونس العاصمة أثناء محاكمة 3 أجنبيات من المنظمة المذكورة. وشهدت المحكمة الابتدائية في العاصمة التونسية، الأربعاء، محاكمة، الأجنبيات الثلاث من منظمة فيمن واللاتي قمن بتعرية صدورهن الأسبوع الماضي أمام مقر المحكمة، مرتديات السفساري (لباس تقليدي تونسي في شكل لحاف طويل)، وذلك وفق ما تُمليه أعراف القضاء التونسي. وانتقد عدد من هيئات المجتمع المدني التونسي التي رفعت القضية ضد الناشطات الأجنبيات، تمكينهن من ارتداء السلفساري التونسي الذي يعتبر رمزاً للحياء والحشمة والأصالة في تونس. وكان الأمن التونسي اعتقل ثلاث ناشطات في منظمة فيمن الأكرانية للاحتجاج بالصدور العارية بينهن، اثنتان فرنسيتان وأخرى ألمانية الأسبوع المنقضي على إثر إقدامهن على التظاهر عاريات الصدور أمام المحكمة الابتدائية في العاصمة للمطالبة بإطلاق الناشطة في المنظمة نفسها أمينة تايلر الموقوفة منذ 19 أيار/مايو الماضي في القيروان. وفي سياق متصل، مثلت الناشطة التونسية في منظمة فيمن أمينة تايلر، الأربعاء، أمام قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية في محافظة القيروان. وتواجه أمينة تايلر 3 تهم وهي تكوين وفاق والاعتداء على حرمة المقدسات والمجاهرة بما ينافي الحياء، بعدما سبق وأن غرمتها الأسبوع الماضي بخطية مالية قدرها 300 دينار بسبب حملها آلة حارقة دون ترخيص. وحضر المحكمة الابتدائية في القيروان عدد من المحامين والوجوه الحقوقية من بينهم الناشطة الحقوقية وزوجة زعيم حزب العمال راضية النصراوي، وسط تعزيزات أمنية مشددة. وحظيت أمينة بدعم وتعاطف من قبل العديد من المحامين المعروفين والمحسوبين على التيار اليساري في تونس الذي قبل الترافع والدفاع عنها، مشددين على أن التطرف الذي يهدد البلاد هو التطرف السلفي والديني الذي أدى إلى ظهور الاغتيالات والإرهاب وتنامي انتشار السلاح في البلاد. ويعود اعتقال أمينة في مدينة القيروان إلى 19 أيار/مايو الماضي بعد أن تجرأت على حضور مؤتمر تيار أنصار الشريعة السلفي غير مكترثة لتهديد حياتها، فيما أثار إقدامها على كتابة عبارة "فيمن" على سور مقبرة جامع عقبة بن نافع غضب الأهالي الذين حاولوا طردها والاعتداء عليها قبل أن تقوم الشرطة التونسية باعتقالها. فيما قامت ناشطات في منظمة "فيمن" تؤمهن المصرية علياء المهدي الأربعاء بأداء الصلاة بصدور عارية أمام سفارة تونس في باريس مساندة لزميلاتهن اللواتي يحاكمن في تونس. ونشرت الصفحة الرسمية للمنظمة فيديو للناشطات وهنّ يقلّدن الصلاة ويردّدن عبارة "فيمن أكبر". ورداً على عري فيمن، شنّ عدد من الناشطين الإسلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي حملة كبيرة المنظمة، مطالبين بهدر دمهن وقتلهن ومحاكمتهن بتهمة ازدراء الدين الإسلامي والإساءة له.