الخلافات الزوجية

لكل منا تصوره الخاص عن الزواج وصورة الحياة الثنائية. لكن هل كل معتقداتنا تكون صحيحة؟ إليكِ 3 معتقدات خاطئة عن الزواج تتسبب في الطلاق.

العلاقة الزوجية شأنها شأن كل العلاقات الإنسانية لها معتقداتها ومفاهيمها الصحيحة والخاطئة، التي إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب قد تكثر وتتسبب في تدمير العلاقة بين الزوجين تصل إلى حد الانفصال.

يعتبر الزواج النظام الأمثل الذي توصلت إليه البشرية بهدف تنظيم العلاقة بين الجنسين وتكوين أسرة وإنجاب الأطفال. من هنا جاءت أهمية وضع أسس الحياة الزوجية السليمة الناجحة والسعيدة. لذا ينبغي أن نتعرف على ماهية الحياة الزوجية بآدابها وسلوكها ومفاهيمها الخاطئة والصائبة. من خلال هذه المقالة سنستعرض بعضاً من المفاهيم الخاطئة المنتشرة عن الحياة الزوجية والتي قد تؤدي إلى الانفصال.

يدخل الكثير من الأزواج والزوجات الحياة الزوجية وفي أذهانهم مجموعة من المفاهيم والأفكار الخاطئة التي قد يكون لها آثار سلبية على حياتهم الزوجية، لذا ينبغي تصحيح هذه المفاهيم.

1- الكمال والمثالية سر نجاح العلاقة الزوجية

الكمال أو المثالية هذا المسطلح العميق الذي يحمل في طياته الكثير من الإجحاف للفطرة البشرية كيف؟ أكيد كلنا نعلم أنه ليس هناك من شخص مثالي وكامل. لذا فإن تصور الزوجين وتصرفهما بشكل يخالف لطبيعتهما فقط من أجل الوصول للمثالية يضر بالعلاقة الزوجية أكثر مما ينفعها.

قد يعتقد البعض أن النجاح في الحياة الزوجية يتمثل في خلوها من المشاكل والخلافات وهذا تفكير خاطئ مئة بالمئة لآن المشكلات والخلافات أمر لا مفر منه. لكن، نجاح الحياة الزوجية يترجم في نجاح الزوجين في إدارة الأزمات والتغلب على المشكلات التي تواجههما في مشوارهما الأسري.

من المرجح أن تضحي الزوجة من أجل حل مشاكل الحياة الزوجية، تبدأ في تقديم التضحيات والتنازلات ظناً منها أنها بهذا تحافظ على صورة علاقتها الزوجية المثالية الخالية من المشاكل خاصة أمام العائلة والأصدقاء أو العكس. لكن هذا ما من شأنه سوى تضخيم المشاكل التي ستتراكم مع مرور الوقت إلى أن تصبح غير قابلة للإصلاح وتؤدي في النهاية إلى الطلاق. 

2- إتباع أسلوب الحياة العزوبية بعد الزواج

من أكثر الأمور الخاطئة التي يقع فيها الزوجين بعد زواجهما هي استمرارهما على أسلوب حياة العزوبية حتى بعد الارتباط. قد يعتقد بعض الرجال والنساء أنه في إمكانهم اتخاذ القرار دون مشورة بعضهم البعض في معظم أمور حياتهم الأسرية، هذا ما ينافي تماماً مفهوم الحياة الزوجية المبنية على التشارك.

لابد أن يعلم الزوج والزوجة أنه يجب عليهما الاشتراك في اتخاذ القرارات الأسرية وأنه أمر لا مفر منه سواء على مستوى الأبناء أو فيما يتعلق بخصوصيات الزوجين أو حتى مستقبل الأسرة. قد يكره الأزواج أن تملك الزوجة قراراً ويكون لها رأي، ويشعر بأنها ند له. ولكن في واقع الأمر، إن الزواج الصحيح لا بد أن يكون مبني على التفاهم والمشاركة واحترام كيان المرأة والرجل على حد سواء.

3- الحياة الزوجية لا تستدعي الاعتذار عند الخطأ

من الطبيعي أن نرتكب الأخطاء فهذا من سمات بني البشر. لكن للأسف القليل منا فقط من يعترفون بأخطائهم ويحاولون التكفير عنها. في الحياة الزوجية الأمر سيان. هناك الكثير من الأزواج الأنانيون الذين إذا أخطأوا في حق زوجاتهن يترفعون عن الاعتذار، لكون الزوج يعتقد أن هذا يقلل من كرامته. أما في المقابل إذا أخطأت الزوجة فنجد أن الزوج يصر أن تعترف بخطئها وتعتذر عنه، أو العكس من قبل بعض الزوجات.

في الأخير يجب أن نتذكر أن الحياة الزوجية، حياة تشاركية يجب أن تنبني على التفاهم والصدق والشفافية من قبل كلا الزوجين. مع الحرص أن يدعما بعضهما البعض ويشكلا معاً فريقاً واحداً.