الفاهرة - مصر اليوم
كل أم لديها طريقتها وأسلوبها المختلف في تربية أطفالها. بعض تلك الأساليب يكون شديد وصارم وبعضها متساهل والبعض الآخر يترك الحبل على الغارب. أيها أنسب لك؟ حسنا، حتى تستطعين أن تحددي ذلك يجب أن تأخذي في اعتبارك أن كل طفل مختلف وكل أسرة مختلفة وما ينجح مع طفل أو أسرة ما لا يعني بالضرورة أنه سوف ينجح مع طفل آخر أو أسرة أخرى. لأسهل عليك عملية اختيار أسلوب التربية الأنسب لك يجب أن تفكري فيما يناسبك كأم ويناسب أسرتك وما يناسب شخصية وطبع ابنك. نعم! يجب أن تضعي ابنك في الاعتبار.
توجد ٣ طرق تربوية أساسية حسب د. ديانا بومريند. والتي قامت بدراسة تلك الطرق الثلاث وسلوكياتها والأطفال من خلالها وتأثيرها على الأطفال في حياتهم بعد ذلك.
التربية المتسلطة
وهي الطريقة الصارمة التقليدية في التربية. حيث يتوقع الوالدين طاعة عمياء من قبل الطفل في كل تصرفاته. ويستخدم العقاب البدني مثل الصفع على الوجه كوسيلة لفرض تلك الطاعة ولا تقبل المناقشات. يفرض الوالدين الكثير من القواعد الغير قابلة للنقاش وإذا تساءل الطفل "لماذا" سيقول الأب أو الأم "لأني عايزة كده".
تأثير التربية المتسلطة على الطفل:
تقل قدرات الطفل الإجتماعية لأنه يعتمد على والديه ليأمروه ماذا يفعل بدلا من أن يفكر بنفسه. كنتيجة لذلك، لا يفكر الطفل بشكل نقدي ولكنه ينتظر موافقة الوالدين قبل أي خطوة. أظهرت الأبحاث أن هذا النوع من التربية لا يدعم شعور الطفل بذاته أو بقيمته حيث يعتمد الوالدين على التخويف والنقد السلبي ليحصلوا على السلوك الذي يرضيهم. وبما أن العقاب البدني هو الوسيلة المعتمدة في تلك الطريقة من التربية فقد يتسبب ذلك في فقدان الطفل ثقته بنفسه ويعلمه أن العنف وسيلة مشروعه لحل المشاكل. وبالطبع يستمر هذا الإعتقاد مع الطفل حتى يكبر وقد ينعكس على تصرفاته الاجتماعية والرومانسية كمراهق أو شاب بالغ.
ولكن، يجب أن نذكر أيضا أن بعض الأبحاث وجدت أن تطبيق التربية المتسلطة في بعض المجتمعات له نتائج إيجابية عكس ما تذكر د. بومريند.
التربية المتساهلة
الأم المتساهلة أو السهلة التعامل لا تصر على قواعد وسلوكيات معينة. هذه الأم لا ترى في نفسها كيان متسلط ولكن مصدرا جيدا ليتعلم منه الطفل عن العالم وليكون مستقلا بذاته. يترك الطفل ليجرب ويتعلم من خبراته التي يمر بها بنفسه وبالطبع تبعاتها ليعرف كيف يتصرف في المستقبل. يتقبل الوالدين تصرفات الإبن أيا كانت ولا يطالبونه بتصرفات اجتماعية معينة ويميلون لتجاهل السلوكيات المزعجة.
تأثير التربية المتساهلة على الأطفال:
لن يتصرف الطفل تصرفات اجتماعية ملائمة، وقد وجدت الأبحاث أيضا أن الأطفال الذين تربوا بتلك الطريقة هم أقلهم إعتمادا على النفس وإستقلالا وفضولا. يميل الطفل أيضا للإندفاع وعندما يصبح مراهق يكون أكثر ميلا لتجارب مشينة مثل تناول المخدرات وغيرها.
التربية المتوازنة
في هذه الطريقة، يتم دمج أفضل ما في التربية المتسلطة والتربية المتساهلة، وترك سلبياتهما. وهي طريقة تركز على الطفل ونضوجه وتطور قدراته. التربية المتوازنة تعني دعم استقلال ابنك ولكن في حدود معقولة، حيث يتشارك الوالدين في علاقة أخذ وعطاء بينهم وبين الطفل مع وضع بعض الحدود الواضحة. الوالدين في هذه الحالة مدركين لاحتياجات طفلهم ويتوقعون سلوكيات مناسبة لكل مرحلة سنة ويتطلعون لفهم مشاعر الطفل وتعليمه كيف يتعامل معها. يساعد الوالدين الطفل في حل المشاكل ويلجأون لوضع بعض الحدود والقواعد وقد يلجأون أيضا لبعض وسائل العقاب المبررة. وهذه الطريقة في التربية هي التي يعتمدها كثير من خبراء التربية وينصحون بها.
تأثير التربية المتوازنة على الطفل:
الأطفال نتاج التربية المتوازنة يكونون معتمدين على أنفسهم ومستقلين ويتمتعون بفضول للتعلم والتجربة. ولكن لأن الطفل يعرف أن هناك بعض القواعد فهم يشعرون بالأمان والحماية عندما يخوضون في تجاربهم. هذه الطريقة في التربية تشجع الطفل على النجاح في المدرسة وتدعم ثقته بنفسه وتزوده بإدراك جيد لمعنى الاستقلال والاعتماد على النفس لأنها طريقة تربوية تعتمد على النقاش والتواصل الإيجابي بين الوالدين والطفل. وكذلك نجد أن تلك الطريقة في التربية مناسبة للطفل في مرحلة المراهقة فهي توفر الحرية له والشعور بالاستقلال والتعبير مع توضيح قواعد وحدود الأسرة أيضا. كما أنها تعزز علاقة الاحترام المتبادل بين الوالدين والطفل من خلال التواصل والنقاش والتفاوض والتدخل في اتخاذ قرارت الأسرة ووضع قواعدها.