القاهرة - مصر اليوم
أنا أقرأ من وقت لآخر محاورة مع المشاهير في مجلة بها اقتباس يفاجئني حقًا. ليس النوع من الاقتباسات الذي يكون على شاكلة "هل أخبرتك عن المرة التي مارست فيها الجنس مع براد بيت حينما كنت متزوجة من جورج كلوني؟"، ولكن النوع الذي أظن أنه أكثر إثارة.
لقد قمت بتحرير محاورة هذا الأسبوع مع نجمة غلاف مجلة"إل" لعدد أيلول /سبتمبر، وهي امرأة صغيرة مشهورة للغاية، من المشاهير الذين إذا رأيتِ أحدهم في الشارع سوف تتصلين بصديقتك المفضلة وتقولي لها "يا إلهي، إنني لا أصدق، لن تخمني من رأيت الآن أبدًا". سُئلت الممثلة وهي في العشرينيات من عمرها في المقال عن طموحاتها العملية، فتجيب "أن أصبح أمًا عاملة". إنها المرة الأولى التي يتم فيها وضع هذا الأمر كطموح. فأتساءل متى أصبح دور "الأم العاملة" دورًا يمكن حقًا التطلع إليه؟ هل هذا وصف مناسب للوظيفة؟.
هل يمكنك أن تكتبي في سيرتك الذاتية أو تخبري مستشارك الوظيفي أن هذا ما ترغبين في فعله حين تتركين المدرسة؟ أتمني ذلك. إذا سُئِلْت في عمر الخامسة والعشرين عن طموحي، لم أكن لأذكر الأطفال، أعتقد لخوفي من الإفصاح عن أي رغبة بالأمومة ربما تُفهم ضمنيًا بأنني لم أكن مخلصة تمامًا للنجاح الوظيفي.
ولكن ربما كان ذلك في التسعينات، إذ كانت الوظيفة والأسرة شيئين منفصلين. ربما الآن أخيرًا ليس الأمر كذلك بالنسبة للنساء. ولقد عرفت نجمة الغلاف هذه لسنوات عدة، ومن المنعش سماع وجهة النظر هذه معرب عنها من امرأة هي نموذج بالنسبة إلى بناتي الثلاث. وبشكل شخصي، أنا لا أستطيع التفكير في مرشحة أفضل من تلك الممثلة لتكون امرأة عاملة "أتمنى أن أستطيع إخباركم من هي ولكن ذلك سوف يفسد مفاجأة عددنا في شهر أيلول/سبتمبر، وغالبًا سأطرد من العمل".
لذا استمعوا إن "الأم العاملة" هي وظيفة لائقة، مثل المعلمة أو الممرضة "ولكن ربما ليست مثل عالمة أو رائدة فضاء". بينما أكافح، وغالبًا ما أفشل، كأم عاملة لعشر سنوات، أتساءل ما المؤهلات التي تحتاجينها لمثل هذا الدور.
كيف تقدمين نفسك في مقابلة العمل؟ وهل الأمر يستحق؟ لدي بعض النصائح إذا كانت لها أهمية، لأي شخص في سفح جبل الأمومة، أو هؤلاء الذين قرروا للتو ممارسة هذا الدور المعقد.
إن الأمر الأول والأكثر أهمية، هو تعلم عدم إصدار أحكام، ستكونين ممتازة في هذه الوظيفة إذا أدركتِ مبكرًا أن هذه ليست منافسة وأنه ليس هناك امرأة أفضل أو أسوأ بها من أي شخص آخر.
طوري أسلوبًا للتنبيه لحالة التأهب وتجنبي لصوص الوقت. أنا أجد الأمهات العاملة أكفاء للغاية، لأنهن لا يتوقفن للمحادثات الصغيرة لأن جدولهن اليومي يجعلهن منظمات حقًا.
أترغبين أن تكونين في المنزل في ميعاد نوم الطفل؟ إذن فليس لديكِ وقت للثرثرة حول حلقة من مسلسل "مفتش الفندق"، أليس كذلك؟ استمتعي بالوظيفة التي تؤديها قدر ما تستطيعين، لاسيما إذا كنتِ محظوظة بالقدر الكافي بامتلاكك اختيار العمل. تخلصي من متلازمة شعور الضحية، إن تحقيق التوازن بين قائمة مهام المنزل والعمل أمر مجهد، ولكن النواح والشعور بالاستياء يجعلان الأمر أصعب. لا تنسِ سبب قيامك بالأمر، إن وظيفتك مكافئة ومرضية” بالطبع تحبينها ولكنك من الواضح تحبين الأشياء الصغيرة التي تفوح برائحة الحليب أكثر. اسألي عما ترغبين، هناك دائمًا مرونة يقدمها بعض أصحاب العمل.
غالبًا ما أعمل مع نساء قلقات جدًا من أن يطلبن بعض المرونة في قواعد العمل، المرونة التي قد أستطيع تقديمها إذا علمت أنها مطلوبة. انظري، إذا استطعتِ أن تقومي بعملك وتقضي وقتًا أطول مع أسرتك، فما الذي لن يعجبك؟ الرجال يفكرون بتلك الطريقة، إنهم دائمًا يطلبون المزيد، ولكن النساء لا تفعلن ذلك. فكري في الغد وفي فترة عشر سنوات، لأن الأمومة تتغير كل دقيقة.
سيصبح الأطفال الرضع أكبر قليلاً ثم أطفالاً ثم مراهقين في ومضة عين، فما تحتاجينه الآن قد لا تحتاجينه في المستقبل. كوني فخورة بكسب المال، كوني فخورة بالمساهمة في مستقبل أطفالك وفي المجتمع، بنفس الطريقة التي تفخر بها الأمهات اللاتي تظل في المنزل طوال الوقت مع أسرهن في يومهن.
وتذكري أنه سيكون هناك دائمًا أكوام من الأشياء المختبئة. إذا استطعتِ أن تقومي بأحد منها، فإن لديكِ فرصة في الحصول على عمل. وتذكري أن أصعب جزء في وظيفة "الأم العاملة"ليس الجزء الخاص بالعمل ولكنه الجزء الخاص بالأمومة