القاهرة - مصر اليوم
قد تستيقظين يومًا ما لتسمعي طفلك اللطيف والمحبوب يرّد عليك بوقاحة وقلّة أدب، ولديه دائمًا جواباً لكلّ ما يُطلب منه ويبادلك بالرفض والشجار. إنّه بالفعل أمر محبط بالنسبة إليك إذ تشعرين أنّك بدأت تفقدين السيطرة على طفلك فتتساءلين ما هو الخطأ الذّي ارتكبته في تربيته ولكنك لا تجدين الجواب. في الواقع، يعبّر عادةً الأطفال بما يشعرون به بكلّ عفويّة الأمر الذي يزعج الأهل الذين يعتبرونه كشكل من أشكال التحدّي. ولكن من الممكن أن يكون تصرّفه هذا مجرّد تعبير عن شعوره بالاحباط أو الغضب أو خيبة الأمل ومن جهة أخرى قد يكون عبارة عن محاولة لكي يمارس حرّيته واستقلاليته عن الأهل. فعوضاً عن أن تدخلي معه في جدال بسبب تصرّفاته حاولي تطبيق الأساليب التالية:
تجنّبي تبادل الكلام معه: إنّ الشيء الوحيد الذي يستفزّه ليردّ عليك بوقاحة هو كلامك المستمر عن رفضك لتصرّفاته. عندما يردّ بوقاحة لا تركّزي على أسلوبه "الوقح" وإنما على الطلب الذّي تريدينه أن ينفّذه.
حافظي على هدوئك: فهذا يترافق مع النقطة الأولى، يجب أن تبقي هادئة عندما تتجنّبين تبادل الكلام معه، لأنّك إذا غضبت ستفقدين السيطرة على نفسك وسيستمر بالتكلم بوقاحة. في هذه الحالة سيدرك أنّه استطاع أن يهزمك، وأنت لا تريدين ذلك. إن كنت هادئة خلال كلامك معه سيستجيب لك وسيكون هادئًا بالمقابل.
حاولي الاصغاء الى ما هو أبعد من "حديثه الوقح": إصغي الى الرسالة التي يحاول إيصالها لك وليس الطريقة التي يعبّر عنها.
كوني واضحة وصريحة: إطرحي عليه الأسئلة بهدوء مثلًا: "لماذا لا تريد أن تذهب الى السرير؟" خلال ردّك على جوابه، إشرحي له لماذا تريدينه أن يطيعك وحاولي أن تتوصّلي معه الى حلّ وسط يُرضي الطرفين. بهذه الطريقة سيرتاح لأنك تصغين الى ما يقوله وأنّ صوته بات مسموعًا.
حدّدي مصدر تصرفاته: كما سبق وذكرت إنّ ردَّ الطفل بوقاحة قد يكون ناجمًا عن شعوره بالغضب والاحباط وخيبة الأمل والأذى وغيرها، لذا حاولي أن تُشعري طفلك بالأمان لأنّها بالنسبة لطفلك الوسيلة التي تشعره بالسكينة والطمأنينة وتجعله يطلق العنان لمشاعره. حاولي أن تعلّميه أن يتعامل مع مشاعره بطريقة ملائمة وأكثر وديّة.
راقبي ما إذا كانت تصرفاتك تستفز طفلك: لا تلقي اللوم كلّه على طفلك. فبعض تصرفاته ليست إلاّ انعكاسًا لتصرفاتك لأنّ الأطفال يميلون الى تقليد الأهل أو نظرائهم. لذا راقبي أسلوبك في الردّ عليه وعلى زوجك في المنزل، هل هو نفسه؟ هل تصغين الى أولادك أو أنّ أوامرك هي التي يجب أن تنفّذ؟ راقبي نفسك أولاً قبل أن تحمّلي طفلك كامل المسؤولية