الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
نجحت المملكة العربيَّة السّعوديَّة في إطلاق القمر الصناعيّ السعوديّ الـ14 "سعودي سات 4"، الذي حمله الصاروخ الرّوسيّ الأوكرانيّ "دنيبر"، المقدَّم من شركة كسموتراس من قاعدة يازني الرُّوسيَّة.وأوضح الدّكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن إطلاق "سعودي سات 4" يمثل أهمية خاصة، كونه الأول من الجيل الجديد للأقمار الاصطناعية السّعوديَّة، التي جرى تصميمها لتتوافق مع مهامّ فضائية مختلفة تلبي احتياجات السّعوديَّة، في البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مثل: التصوير الفضائي، ونقل البيانات التي تحتاجها البلاد، وإجراء التجارب العلميَّة الخاصة التي تتطلب الوجود في الفضاء.
وأكّد السويل في بيان صحافيّ، أن القمر يهدف إلى إجراء تجربة علميَّة فيزيائية بالأشعة فوق البنفسجية في الفضاء، التي جرى تطويرها بواسطة فريق مشترك من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة ستانفورد ومركز "أيمس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وأشار رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى أن هذا التعاون يسعى إلى الاستفادة من قدرات البحث والتطوير لدى جهات التعاون لتحقيق الكفاءة والتقنية العالية للتطبيق المشترك للتقنية الحديثة، بالإضافة إلى التعاون المشترك للوصول إلى مهام فضائية متقدمة جدًّا بأقل وزن، وتكلفة تقدم تقنية فريدة ومتطورة للاستخدام الفضائي.
من جهة أخرى، أوضح الأمير تركي بن سعود بن محمد، نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث، أن القمر "سعودي سات 4" جرى بناؤه بشكل كامل في معامل المركز الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية في معهد بحوث الفضاء والطيران في المدينة، ويحمل أجهزة استشعار مرجعية للجاذبية ذات تقنية حديثة لقياس الجاذبية بدقة عالية في الفضاء تسمى "ليد يو في".
وأكد الأمير تركي بن سعود أن طريقة تصميم القمر استهدفت تمكين المدينة من بناء أقمار جديدة في وقت قصير، وبتكلفة منخفضة، كما يمكن استخدامها لاختبار أنظمة جديدة لضمان موثوقيتها للاستخدام في الأقمار الاصطناعية المستقبلية، كأنظمة الاتصالات والطاقة وتخزين البيانات.
وأشار نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث إلى أن التجربة الفيزيائية التي ستجري من خلال القمر السعودي، تمثل تحدِّيًا هندسيًّا، من خلال فرض متطلبات عالية لتصميم قمر اصطناعي يستطيع حمل التجربة، وتحقيق هذه المتطلبات بعمل الباحثين والمهندسين السعوديين مع نظرائهم لأكثر من ثلاث سنوات في مجالات متعددة، نتج عنها تطوير تقنيات متعددة، خاصة في مجال تصميم الأقمار، والتحكم فيها بالفضاء، وتحليل البيانات.
يذكر أن المركز الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بدأ أنشطته منذ التسعينات الميلادية، إذ أطلق أول قمرين اصطناعيين عام 2000. بتصميم وتصنيع باحثين سعوديين.