توليد الطاقة الشمسية من الفضاء

نجح علماء يابانيون في نقل الطاقة لاسلكيًا، في طفرة قد تمهد الطريق لأنظمة الطاقة الشمسية الكامنة في الفضاء.

يذكر أن فكرة توليد الطاقة الشمسية من الفضاء برزت بين باحثين أمريكيين خلال ستينات القرن الماضي، وفي برنامج إس إس بي إس الياباني، والذي مولته وزارة الصناعة بداية من العام 2009.

وتضطر اليابان إلى استيراد كميات كبيرة من الوقود الحفري بسبب فقر مواردها، وأصبحت أكثر اعتمادًا على الواردات، لاسيما بعد تدهور صناعة الطاقة النووية عقب كارثة فوكوشيما العام 2011.

وقد كشفت شركة يابانية العام الماضي عن مشروع آخر لتغطية سطح القمر بالألواح الشمسية في مساحات شاسعة، واستغلالها في الطاقة الخاصة بالمنازل على الأرض.

واستخدم الباحثون في ميتسوبيشي موجات الميكروويف لتقديم 1.8 كيلو-وات من الطاقة الكافية لتشغيل سخان الماء الكهربائي عبر الهواء بشكل دقيق للغاية، واستقبلت 55 متر من الطاقة جلبتها من مناطق بعيدًا.

وعلى الرغم من صغر المساحة التي جلبوا منها الطاقة، إلا أن التكنولوجيا المستخدمة تمكنت من تمهيد الطريق للبشرية لاستغلال تلك الكمية الهائلة والمتاحة في الفضاء من الطاقة الشمسية واستخدامها على الأرض، على الرغم من صغر المسافة التي نجحت فيها التجربة.

وذكر المتحدث باسم وكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا" أن هذه هي المرة الأولى التي تمكن فيها الإنسان من إرسال إنتاجية عالية لما يقرب من 2 كيلو- وات من الطاقة الكهربائية عن طريق موجات الميكروويف، باستخدام جهاز تحكم يمتلك حساسية خاصة بالاتجاه.

وتم الاختبار في وكبي لبناء السفن وآلات التشغيل في ناجويا في اليابان، بمساعدة من جهاز جاكسا.

ولتوليد الطاقة الشمسية في الفضاء مميزات عدّة مقارنة بالأرض، لاسيما أن الطاقة متوافرة في الفضاء بشكل دائم، بغض النظر عن الطقس أو أوقات اليوم المختلفة.

لقد كانت مسألة جلب الطاقة من السماء إلى الأرض ليستفيد منها البشر ضربًا من ضروب الخيال العلمي، ولكن البحث الياباني يعرض إمكانية تمكن البشرية يومًا ما من زراعة مصدر طاقة متجدد في الفضاء.

وأكد المتحدث باسم جاكسا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنه سيكون هناك أقمار صناعية للطاقة الشمسية المتحولة من الموجات الدقيقة.. وسيكون هناك ألواح تجمع الطاقة الشمسية وقرون استشعار سيتم تهيئتها على بُعد 22.300 ميلاً من الأرض، ولكن ذلك قد يستغرق عقودًا قبل أن ينتج تطبيقًا عمليًا للتكنولوجيا، وربما في أربعينات القرن الواحد والعشرين أو أكثر، هناك عدد من التحديات يجب أن نتغلب عليها، مثل كيفية إرسال هياكل ضخمة في الفضاء، وكيف نبنيها، ونحافظ عليها.

وسيمتد مشروع "لونا رينج" التابع لشركة شيميزو تقريبًا لـ11 ألف كلم حول خط استواء القمر، وسيشكل حقل الألواح الشمسية حزامًا.

وستُرسل الطاقة التي استولت عليها هذه الألواح إلى الأرض عن طريق الموجات الدقيقة، ويمكن أن تبث أمواجها أضواء الليزر بشكل مباشر إلى الدول التي تحتاجها، ووفقًا للمخططات فإن المشروع سينتج نحو 13 ألف تيراوات من الطاقة الشمسية المستمرة، ويستهلك سكان العالم حاليًا ما يقرب من 15 تيراوات من الطاقة كل عام.

وتزعم الشركة أن الخطط لن توفر سوى إمدادات الطاقة التي لا تنضب، لوقف تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسببها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن مصادر الطاقة الحرارية.