واشنطن ـ مصر اليوم
أكّد علماء الفلك أن اللبنات الأساسية للزجاج نشأت في قلب نجم يحتضر في أحد أكثر الأحداث إثارة في الكون؛ المستعر الأعظم.
وينجم عن الموت العنيف لنجم ضخم ما يسمى بالسيليكا، وهي المادة الكيميائية الموجودة في الرمل والزجاج.
ولوحظ وجود السيليكا في جميع أنحاء الكون، ولكن أصلها ظل لغزًا لفترة طويلة بالنسبة لعلماء الفلك.
ويبدو أن جميع الذرات كانت تتجمع في مرحلة ما من حياتها، وتؤكد الدراسة الجديدة دور النجوم في صناعة الزجاج.
واستخدم العلماء تلسكوب "Spitzer" الفضائي التابع لوكالة ناسا الفضائية، للكشف عن "بصمة" السيليكا في اثنين من المستعرات العظمى، وهما: Cassiopeia A و G54.1+0.3.
واعتمدوا على الطول الموجي المحدد للضوء، وذلك لفك التركيب الكيميائي للمواد السماوية.
وتمكنت "جيونغي رو"، عالمة الفلك في معهد SETI في ولاية كاليفورنيا، والمعدة الرئيسية للورقة البحثية، من تحديد السيليكا في المستعرات العظمى.
وقدّمت بيانات مرصد "Herschel" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، تقديرًا لكمية السيليكا التي أنتجها كل انفجار.
وتشكل السيليكا نحو 60% من قشرة الأرض، وعُثر عليها في جميع أنحاء الكون وفي النيازك، التي سبقت تشكل نظامنا الشمسي.
يذكر أن أحد مصادر الغبار الكوني المعروفة، هي نجوم AGB، أو النجوم ذات الكتلة القريبة من كتلة الشمس، والتي ينفد منها الوقود، ثم تقوم بمضاعفة حجمها الأصلي مرات عدة لتشكيل نجم أحمر عملاق، إلى أن ينفد الوقود في الجوهر، وينهار بالكامل.
ويُسبب الانهيار السريع للمادة انفجارًا حادًا يمكن أن يدمج الذرات معا لإنشاء عناصر ثقيلة، مثل الكبريت والكالسيوم والسيليكون.
وقال المعد المشارك في الدراسة، البروفيسور هالي غوميز، من كلية الفيزياء والفلك في جامعة كارديف: "لقد أظهرنا للمرة الأولى أن السيليكا التي أنتجتها المستعرات العظمى، كانت كبيرة بما يكفي للمساهمة في انتشار الغبار في جميع أنحاء الكون، بما في ذلك الغبار الذي ساهم في تشكيل كوكبنا".
واستطرد "في كل مرة نتأمل فيها الخارج عبر النافذة، أو نسير على الرصيف أو على شاطئ رملي، نحن نحتك بالمواد التي صنعتها النجوم المتفجرة، التي احترقت منذ ملايين السنين".
ونُشرت الدراسة في الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية