علماء يضعون تصورًا لحياة تلائم العيش في المريخ

ظنّ كثيرون أنه بحلول القرن الـ21، بعدما غامر البشر للمرة الأولى بإطلاق أول رحلة إلى الفضاء في ستينيات القرن الماضي، أنّه سيكون هناك على الأقل لفيف من البشر يعيشون على كوكب المريخ، وربما حتى يستعمرونه.

ولم تطبق هذه الأحلام على أرض الواقع بعد، فضلًا عن أنه لم يتسنَ للحالمين تخيل المستعمرات البشرية المستقبلية على الكوكب الأحمر؛ إلا أنّ هذه الإيضاحات المبهرة لا تختلف الآن عن غيرها حيث كشف رواد الفضاء متسلقين إلى المريخ عن مدن ضخمة مغطاة بالزجاج على بركان هناك، وعن محطة فضائية تدور في سماء المنطقة.

وصممت رسومات ومخطوطات على يد الفنان والمصور فيلا اريكسون من ستوكهولم في السويد، تظهر التصورات المتعلقة بمستقبل المريخ الذي لم يتم استعماره؛ بل الذي تم تحويله بشكل جزئي إلى كوكب مماثل لكوكب الأرض، وكشف إريكسون عن قبب ضخمة شفافة تحيط بالمدن في الداخل، فضلًا عن نباتات وحشائش تنمو على الأرض.

ويرجح أن تكون هذه القبب ضمن أفضل التصاميم التي يلزم الاعتماد عليها على الكوكب، حيث من الممكن أن تكون ذات حجم ضخم، وصلدة لتتماشي مع مناخ المريخ في الوقت ذاته، ومن خلال الرسومات لفت فريق من الرواد المتسلقين أيضًا إلى ضرورة توسيع نطاق جانب "أوليمبوس مونس"، أكبر بركان ليس فقط على سطح "الكوكب الأحمر"؛ ولكن في النظام الشمسي الكامل.

ويبعد "أوليمبوس مونس" حوالي 25 ميلًا، 16 كم، عن الأرض، ويصل ارتفاعه إلى ثلاثة أضعاف ارتفاع جبل ايفرست، وتعادل مساحته تقريبًا مساحة فرنسا، وشدد إيريكسون، على أنّ "فكرة بدء أبحاث جديدة على كواكب أخرى باتت تستهويني، فذلك يعني فرصة لنا نحن البشر  للتعلم من أخطائنا كمجتمع، واستغلال معرفتنا المجمعة؛ لبناء شيء يتسم بالجمال".

وأضاف أنّه من الناحية التكنولوجية، من الممكن أن يصعب الأمر للغاية، فكوكب المريخ لا يحوي على أية جوهر نشط، لذلك ليس هناك مجال مغناطيسي لحماية السطح من أشعة الشمس، ما يعني  ذلك مكانًا خطرًا بشكل لا يصدق؛ ولكن المريخ لا يزال واحدًا من أفضل الكواكب التي من الممكن أن يستعمرها الإنسان أو يستعمرها أكثر من أي  كوكب آخر.

واكتسبت قضية  هبوط البشر على سطح المريخ كثيرًا من الاهتمام  في الأعوام الأخيرة، حيث تعمل وكالة "ناسا" حاليًا من أجل تحقيق هدف وصول البشر إلى هناك بحلول عام 2030، ومن المرجح  حصولها على مساعدة من الوكالات الوطنية الأخرى، مثل: وكالة الفضاء الأوروبية، في حين إن الشركات الخاصة مثل "سبيكسز"، "بيغلو إروسبيس" عبروا أيضًا عن رغبتهم في الانضمام إلى مهمة كوكب المريخ.