طائرات أسرع من الصوت

كشفت الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية الأميركية "ناسا"، عن خطتها لتطوير جيل جديد من الطائرات الأسرع من الصوت، بتكلفة قدرها 2.3 مليون دولار لتمويل المشاريع البحثية.

وتلاشى حلم تطوير طائرات أسرع من الصوت، في أكتوبر عام 2003، عندما حلقت طائرة "كونكورد" في رحلتها الأخيرة، والتي مثلت نهاية حلم إحداث طفرة في صناعة الطيران، عن طريق السفر عبر الطائرات أسرع من الصوت.

ووضعت "ناسا" خطة سيتم وفقًا لها تمويل ثمانية مشاريع بحثية مختلفة تهدف إلى معالجة كل التحديات التقنية مثل تأثير طائرات "الكروز" الأسرع من الصوت في الحد من طبقة الستراتوسفير وضوضاء للطائرات، في حين يعمل مهندسو الطيران المدني، كجزء من المرحلة الحالية من التمويل، على الحد من الضوضاء الناتجة عن اختراق الطائرة لحاجز الصوت.

وتتلقى المشاريع مثل مشروع "تقييم المفاهيم المتكاملة للحد من الضوضاء"، و"التكنولوجيا اللازمة لمستقبل النقل المدني الأسرع من الصوت"، مبالغ قدرها 599 ألف دولار على مدى عامين، والتي سيجري تشغيلها والإشراف عليها، منظمة البحث العالمي في نيويورك، وتنشغل "ناسا" في الوقت ذاته بجمع البيانات اللازمة لتصنيع طائرات جديدة أسرع من الصوت وأقل من حيث الضوضاء، الأمر الذي قد يساعد على رفع الحظر الحالي عن الطيران الأسرع من الصوت.

ويرى رئيس مشروع "السرعة العالية" في إدارة "ناسا" للملاحة الجوية وأبحاث البعثات، بيتر كوين، أن التخفيف من ضوضاء اختراق الصوت، هو العقبة الأكثر أهمية لإعادة طرح الطائرات الأسرع من الصوت بشكل تجاري، فضلاً عن وجود المزيد من العقبات الأخرى مثل التخفيف من الإنبعاثات الناتجة عن ارتفاعات الطائرة العالية، وكفاءة استهلاك الوقود والحد من ضوضاء هذه الطائرات حول المطارات.

وأكد مهندس الطيران المدني في "ناسا"، روبن ديل روزاريو، " نقترب من استخلاص الحد الأقصى من فوائد هذه الصناعة، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل والمجهودات التي يتعين بذلها"،  كما سيتم تمويل مشروع آخر سيدرس الأثر البيئي للطائرات "كروز" الأسرع من الصوت على طبقة الستراتوسفير، مبلغ قيمته 1.2 مليون دولار، على مدى أربعة أعوام، بقيادة معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا.

وقررت حكومة الولايات المتحدة عام 1971 خفض التمويل الموجه للطائرات الأسرع من الصوت، بسبب المخاوف البيئية بشأن تأثير انبعاثات هذه الطائرات على طبقة الأوزون، وعلى الرغم من أن التصميم المتقدم للمحركات يقلل من مستوى الإنبعاثات الضارة من هذه الطائرات، إلا أن الباحثون يؤكدون على امتلاكها قدرات هائلة لإتلاف طبقة الأوزون.

ويخطط فريق البحث في "ناسا"، لقياس التأثيرات المختلفة على طبقات الأوزون والمناخ، عند بدء تشغيل جيل جديد من الطائرات الأسرع من الصوت "NASA N+2"، وتجري "ناسا" بحثًا مستقلًا لدراسة كيفية تصميم هذه الطائرات باستخدام "شكل الجناح الهجين"، وهو جناح الطائرة الذي يتداخل مع جسم الطائرة.

ويعتبر هذا التصميم هو الأكثر شعبية على الإطلاق، حيث يمتزج الجناح بسهولة بجسم الطائرة، ما يزيد من ديناميكية الطائرة الهوائية، ويخفض استهلاك الوقود والضوضاء والانبعاثات بشكل كبير.

ويكشف أرشيف "ناسا" من تصاميم الطائرات، قدرة الطائرات المختلفة على أن تبدو مثل طائرة صغيرة يبلغ عمرها عشرة أعوام، عن طريق تصميم جسم الطائرة على شكل "إبرة"، حيث تصبح هياكل الطائرات أنيقة مع أجنحة على شكل دلتا.