"ناسا" تعود سرًا إلى القمر

تبحث وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" سبل تحقيق واحد من أهم أهدافها وهو أن يهبط البشر على كوكب المريخ بحلول العام 2030، ويناقش العلماء كيفية الوصول إلى هناك، لاسيما أنَّ الوكالة تفضل تنفيذ مهمة استطلاعية لكويكب في العقد المقبل، قبل قفزة عملاقة إلى الكوكب الأحمر بعدها بعقد.

وأوضح مراسل العلوم في مجلة "ماي سان أنطونيو" اريك بيرغر، أنَّ ناسا تخطط فعلًا للعودة إلى القمر أولًا، بما أنه نقطة يجب المرور عنها قبل بلوغ هدفها النهائي والوصول إلى المريخ، موضحًا كيف حدد الرئيس أوباما عام 2010، الخطوط العريضة لأهداف "ناسا" على مدى العقود المقبلة.

وكان الرئيس أوباما صرَّح في كلمة ألقاها في مركز كنيدي للفضاء في ولاية فلوريدا في ذلك الوقت، "عليَّ أن أقول بشكل صريح هنا، أننا كنا هناك من قبل".

وأشار بيرغر إلى أنَّ هدف "ناسا" البديل كان زيارة كويكب في 2020، ومن ثم إرسال طاقم إلى المريخ في 2030.

وكشفت ناسا, في الآونة الأخيرة، عن تخطيطها لإرسال بعثة بشرية إلى الكويكب, عن طريق التقاط صخرة من كويكب أكبر، ووضعها في مدار القمر، وزيارة رواد الفضاء لها بعد ذلك.

وأبرز بيرغر أنَّ "ناسا" تفكر بهدوء في إرسال طاقم بشري إلى القمر قبل المريخ؛ وأعلن أن ناسا تجري دراسات داخلية، في إعادة النظر في القمر، بما في ذلك سطح القمر، من أجل الأنشطة البشرية باعتباره نقطة انطلاق مهمة إلى المريخ.

وأضاف"لا يرى رئيس الاستكشاف البشري في "ناسا" وليام غيرستنماير، الخطة الحالية لمهمة الـ900 يوم المباشرة إلى الكوكب الأحمر أنها قابلة للتحقيق.

وكتب رئيس اتصالات "ناسا" ديفيد ويفر، على "تويتر": لا يوجد شيء جديد حول خطة "ناسا" لاستخدام القمر في رحلتها إلى المريخ، ومع ذلك، يؤكد بيرغر أنَّ ذلك أمر مهم، حيث أنَّ الوكالة أُحجمت بعيدًا عن القول بأنها عائدة إلى القمر، وإذا غيَّرت الوكالة رأيها، فقد يكون استجابة لنصيحة تقرير صادر عن المجلس الوطني للبحوث "NRC"  في حزيران/  يونيو 2014.

وكان التقرير الواسع المكون من  286 صفحة، أوضح أنَّ "ناسا" كان سيحكم عليها بالفشل إذا لم تغير منهجها المقترح للوصول إلى المريخ، حيث درس التقرير ثلاثة خيارات للوصول إلى المريخ، وقال إنَّ اثنين منها يتضمنان العودة إلى القمر أولًا لاختبار التقنيات الرئيسية قبل التوجه إلى الكوكب الأحمر.

وبيَّن بيرغر "كانت هناك فكرة  بعد الاستغناء عن محطة الفضاء الدولية, أنَّ ناسا من شأنها إنشاء مدخل للمركبة الفضائية  في المدار القمري، وسيكون باستطاعة رواد الفضاء زيارة هذه المحطة، وتنفيذ طلعات جوية إلى القمر, ومن المحتمل أيضًا أن تستخدم كنقطة وقوف من أجل التزود بالوقود والموارد، في الطريق إلى المريخ".

وعرضت أيضًا الكثير من الشخصيات المعروفة في الفضاء أخيرًا حكمها على ما يجب أن تفعل وكالة "ناسا" قبل التوجه إلى كوكب المريح، حيث صرَّح في تشرين الأول / أكتوبر عام 2014، رائد الفضاء السابق كريس هادفيلد, بأنَّ "ناسا يجب أن تفكر في العودة إلى القمر قبل الذهاب إلى المريخ".

وفي الوقت نفسه، أكد الرجل الثاني على سطح القمر, باز الدرين, أنَّه لا يتفق مع خطة "ناسا" الحالية للوصول إلى المريخ عن طريق مهمة الكويكب في 2020.

وأنهى الفيزيائي الدكتور أورفيو بيرتولامي, من جامعة بورتو, في آذار / مارس من هذا العام, دراسة وجدت أنه ليس هناك أي وسيلة ممكنة للوصول إلى المريخ في وقت قريب, وأكد: أرى أننا لن نصل إلى المريخ في خلال العقود الخمسة المقبلة.

ولم يكن الأمر بذلك الكآبة والتشاؤم, فمنحت وكالة "ناسا" أخيرًا 10 مليون دولار لتمويل شركة مقرها في تكساس  لتطوير محرك يمكنه الوصول إلى المريخ في 39 يومًا فقط, ويدعى "فاسيمر", ويستخدم البلازما كطاقة دافعة, ويتطلب مفاعلًا نوويًا, لتقليل وقت الرحلة من أشهر إلى أسابيع.

ومن شأن رحلة إلى المريخ أن تستغرق أكثر من عامين، فمثل أي مهمة ستكون قادرة فقط على الإطلاق والعودة عندما يتم محاذاة الكواكب, الأمر الذي يحدث مرة كل سنتين, ولكن، مع ذلك، إذا تمكن المحرك من تقليل الوقت, فربما يكون هدف "ناسا" في عمل قفزة عملاقة إلى المريخ بعد زيارة الكويكب قابلًا للتحقيق, وإن لم يكن، فالعودة إلى القمر أولًا قد تكون الخيار الأفضل.