مركبة الفضاء "بيغل 2"

 أعلن الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية ديفيد باركر أنَّ مركبة الفضاء "بيغل 2" لم تعد مفقودة، كاشفًا أنَّ العلماء لديهم الآن أدلة جيدة على أنَّ المركبة الفضائية هبطت بنجاح على سطح المريخ، في التاريخ الذي كان مقررًا لها، وهو 25 كانون الأول/ ديسمبر 2003، لكنها لم تنتشر سوى بصورة جزئيّة. 

 وأوضحت وكالة الفضاء البريطانية، في بيان لها، الجمعة، أنَّه "يظهر هذا الاكتشاف أنه جرى الدخول والنزول وتسلسل الهبوط لـ(بيغل 2)، وأن المركبة هبطت بنجاح على سطح المريخ، في يوم أعياد الميلاد عام 2003".
 وأبرز باركر، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أنه "ظل لغزًا، استمر حتى اليوم"، مبيّنًا أنَّ "مستكشف المريخ (أوروبيتر) التابع لوكالة الفضاء الأميركية، التقط مجموعة من الصور تشير إلى ما يحتمل حدوثه للمهمة الأوروبية". 
 وأوضح، أنه يضم تصميم "بيغل" سلسلة من التويجات تحمل لوحات شمسية، فيما أشارت عضو فريق "بيغل 2" الدكتورة جوديث بيلينغر إلى أنّه "من الواضح من الصور أن التويجات لم تنبسط بطريقة كاملة"، مبيّنة أنَّه "دون انبساط لا يمكن التواصل مع المركبة الفضائية؛ لأن الهوائي تحت اللوحات الشمسية".
 وسميّت "بيغل 2"، التي يبلغ عرضها أقل من مترين، تيمنًا باسم السفينة التي أبحر فيها تشارلز داروين، عندما صاغ نظريته في التطور، وقام ببنائها علماء بريطانيون، بتكلفة نحو 50 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 85 مليون دولار.
 وكان من المقرر أن تهبط "بيغل 2"، التي انطلقت من الأرض ضمن مهمة وكالة الفضاء الأوروبية "مارس إكسبريس"، على سطح المريخ في يوم أعياد الميلاد عام 2003، لكنها اختفت ولم يعرف أي شيء عنها منذ ذلك الحين.
 وكان المخطط للمركبة أن ترسل تقاريرًا عن سطح المريخ، بالاستعانة بأدوات مصممة للمساعدة في البحث عن علامات على الحياة، ولكن لم يرد منها شيء بعد أن جرت تهيئتها للهبوط.
 يذكر أنَّ اكتشاف "بيغل 2" جاء بعد أقل من عام على وفاة العالم كولين بيلينغر، صاحب الفكرة والرجل الذي وقف وراء المشروع، وعلى الرغم من أن مهمته لم تستكشف المريخ، فإنه يرجع له الفضل وراء إثارة حماس الناس في بريطانيا لأبحاث الفضاء.