يبلغ عمر الجفاف على سطح المريخ نحو ستمائة مليون عام، مما يجعله الآن جافا لدرجة استحالة وجود حياة على سطحه. ومع هذا فإنه على مدى العقد الماضي وجدت أدلة كثيرة على أن الماء كان يجري في يوم ما بكل حرية على سطح الكوكب الأحمر، وهذه الحقيقة تم تأكيدها مؤخرا. فقد وجد علماء يدرسون صورا أرسلها قمر صناعي استكشافي يدور حول المريخ ويأخذ صورا لسطحه، صخورا رسوبية في منطقة "ماكلوغلين كريتر"، وهي فوهة تشكلت نتيجة اصطدام بنيزك كبير يصل قطرها إلى نحو 91.7 كيلومترا وعمقها إلى 2.25 كيلومتر. وأظهرت الصور الطيفية لهذه الصخور التي التقطها القمر الاستكشافي المداري أنها مكونة من معادن لا تتشكل إلا تحت ضغط المياه، وتشير الدراسات المفصلة لهذا السطح إلى أن هذه الصخور شكلتها بحيرة تكونت نتيجة تدفق المياه الجوفية التي وجدت بشكل دوري طريقها إلى أسفل الفوهة. وقال رئيس الباحثين جوزيف ميكاليسكي في بيان صحفي "بعد ربط النتائج ببعضها فإن دراسة فوهة ماكلوغين كريتر تقدم أفضل دليل على تشكل الكربون ضمن بيئة بحيرة بدلا من انجرافها إلى الفوهة من خارجها"، مضيفا أن عددا من الدراسات التي اعتمدت على الصور الطيفية لسطح المريخ أظهرت أن الصخور التي استخرجت من سطحه نتيجة تصادم بنيزك تعرضت لمتغيرات في وقت مبكر من عمر الكوكب، وعلى الأرجح كان ذلك بسبب مجرى مياه حارة. وتابع بأن هذه المياه انحصرت في باطن الأرض واستطاعت بشكل دوري اختراق السطح والتجمع في أحواض عميقة مثل فوهة ماكلوغلين كريتر، وأنها لذلك ربما تحمل دلائل على طبيعة باطن الأرض. وتشكل هذه الاكتشافات جزءا آخر في لغز كيف كان يبدو المريخ قبل مئات ملايين السنين عندما كان هناك ماء على سطحه، كما أن هذه الاكتشافات قد تدفع العلماء للبحث أكثر في احتمالية ما إذا كان هناك حياة في يوم ما على سطح الكوكب الأحمر. ويقول العالم ريك زوريك في البيان إن هذا التقرير الجديد وتقارير أخرى تواصل اكتشاف أن "المريخ أعقد مما كان يعتقد سابقا، بوجود بعض المناطق التي من المرجح أن تكشف علامات على وجود حياة قديمة أكثر من غيرها".