لندن - و م ع
أكد مكتب الدراسات الاقتصادية البريطاني (أوكسفورد بيزنس غروب) أن اقتناء أحد كبار الفاعلين الخليجيين لأغلبية أسهم شركة (اتصالات المغرب)، مؤخرا، يعكس إرادة فاعلي القطاع بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا في تعزيز تواجدهم بالسوق الأفريقية. وأشار مكتب الدراسات الاقتصادية، الذي يوجد مقره في لندن، في تقرير تحليلي صدر حديثا، إلى أن شركة (فيفندي) العملاقة المتخصصة في قطاع الإعلام والاتصالات، بادرت في مطلع شهر نونبر الماضي إلى تفويت حصتها في رأسمال (اتصالات المغرب)، والتي تبلغ 53 بالمائة من مجموع أسهم المؤسسة، لشركة (اتصالات) الإماراتية الرائدة، موضحا أنه سيتم إبرام الاتفاق النهائي بخصوص هذه العملية في مطلع سنة 2014. وأبرزت (أوكسفورد بيزنس غروب) أن (اتصالات المغرب)، التي تتواجد في أربع دول افريقية، تعد أكبر فاعل على مستوى سوق الاتصالات بالمغرب بحسب إحصائيات الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات وأوضح التقرير أنه على غرار (اتصالات) فإن فاعلين كبارا في قطاع الاتصالات بالدول الناشئة يسعون إلى تعزيز حضورهم في مجموع القارة السمراء، مشيرا في هذا السياق إلى شركات (أوريدو) القطرية و(زين) الكويتية و(إم تي إن) الجنوب افريقية، و(بهارتي إيرتيل) الهندية.وبحسب مجموعة التفكير البريطانية، فإن المستثمرين يولون أهمية كبيرة لافريقيا التي تحقق مستويات ولوج كبيرة للهواتف المحمولة، بلغت نسبتها 18 بالمائة سنويا خلال السنوات الخمس الأخيرة. وأوضحت أن هذا الارتفاع يعود بشكل خاص إلى ضعف وغياب البنيات التحتية الخاصة بالهاتف الثابت والحاجة إلى قنوات توزيع جديدة بالنسبة للخدمات المالية ومبيعات التجزئة. وأشار خبراء (أوكسفورد بيزنس غروب) إلى أن سوق الاتصالات بالمغرب يتميز بوجود منافسة حادة وشرسة، منذ دخول فاعل ثالث (وانا) للسوق المغربي سنة 2010، حيث أضحت تشكل منافسا كبيرا لشركتي (اتصالات المغرب) و(ميديتيل)، مبرزين أن الفاعل الدولي (زين) والصندوق الاستثماري (أجيال هولدينغ) يمتلكان، معا، 31 بالمائة من أسهم (وانا)، فيما تعود ملكية باقي الأسهم للشركة الوطنية للاستثمار. وأضاف التقرير أن الفاعلين في قطاع الاتصالات بالمغرب يراهنون، في سياق سعيهم على رفع العائدات، على استخدام معطيات وخدمات ذات قيمة مضافة عالية، مؤكدا أن اعتماد تكنولوجيا الجيل الرابع (4 ج) ستمكن من زيادة الأرباح على المديين المتوسط والبعيد. وكانت الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات قد أعلنت عن طلب عروض بخصوص الرخص الأولى لتكنولوجيا الجيل الرابع (4 ج)، خلال الفترة ما بين نهاية السنة الجارية وبداية السنة المقبلة، في افق إطلاق خدمات الجيل الرابع مع متم سنة 2014. وحسب خبراء مجموعة التفكير البريطانية، فإن حضور (اتصالات المغرب) في عدد من البلدان الافريقية، والتي شهدت عائداتها السنوية ارتفاعا يصل إلى حدود 3ر10 بالمائة، يتوافق بشكل كبير مع استراتيجية شركة (اتصالات). وأضافوا أن الفاعل الإماراتي كان قد شرع، خلال السنوات الأخيرة، في التوسع على مستوى مجموع القارة الافريقية، قبل ان يدخل أربعة أسواق مختلفة من بينها نيجيريا ومصر. كما تتولى (اتصالات) تدبير شركة الهاتف المحمول (مووف) في ستة بلدان من خلال فرعها (أطلانتيك تيليكوم). وأبرزت (أوكسفورد بيزنس غروب) أن اقتناء أغلبية أسهم (اتصالات المغرب) من طرف (اتصالات) قد يؤدي إلى تغيير وضعية السوق الغابونية، التي يتواجد فيها الفاعلان على حد سواء، موضحة أن (مووف) تعد ثالث أكبر فاعل في مجال الهاتف المحمول بالغابون، فيما تمتلك (اتصالات المغرب) 51 بالمائة من اسهم شركة (غابون تليكوم)، التي تعد ثاني شركة اتصالات بالبلاد. وعلى مستوى السوق الداخلي، أوضح مكتب الدارسات الاقتصادية البريطاني أن المالك الجديد لأغلبية أسهم (اتصالات المغرب) سيكون مضطرا إلى مواجهة مناخ صعب في ما يتعلق بالمداخيل بالنظر إلى عدة مؤشرات تبرز ذلك منذ نحو سنة، في وقت يواصل فيه عدد الزبناء سيره وفق منحى تصاعدي. وخلص تقرير (أوكسفورد بيزنس غروب) إلى التأكيد على أن تعميم الجيل الثالث لتكنولوجيات الهاتف المحمول (ج 3) وتوفير عرض أكبر على مستوى الخدمات كفيلان بتنشيط ورفع عائدات فاعلي قطاع الهاتف المحمول والمساهمة بالتالي في تطوير مستقبل السوق الإقليمي.