بات التنزه في معبد انغكور وات ممكنا بكبسة زر حتى من دون الذهاب الى كمبوديا، اذ ان موقع غوغل ادرجها على قائمة "الكنوز الثقافية في العالم" عبر الانترنت والتي لا تهدد برأيه السياحة التقليدية بشيء. وهذا المشروع الذي تم تقديمه اخيرا في انغكور وات، يسمح لمتصفحي الانترنت بزيارة المعبد الذي بني في القرن الثاني عشر ويعتبر درة الفن الهندسي للخمير في شمال كمبوديا.وتم جمع اكثر من مليون صورة لايجاد 90 الف رؤية بانورامية 360 درجة على هذا المجمع الذي يضم اكثر من مئة معبد.ويندرج هذا المشروع الجديد في اطار سعي المجموعة الاميركية الى ان تصبح عملاق التراث العالمي مع مئات من المؤسسات الشريكة لمنصتها الالكترونية "غوغل آرت بروجكت".وقال مانيك غوبتا مدير المشاريع في خدمة "غوغل مابس" للخرائط في تصريحات لوكالة فرانس برس "قبل فترة قصيرة، ادرجنا +تاج محل+، و+الاخدود الكبير+ و+جبل فوجي+". واضاف "لكن حجم ما لدينا بالنسبة لانغكور وات غير مسبوق"، متحدثا عن "الشعور الرائع" الذي تمنحه امكانية استكشاف كل زاوية من هذا المعلم بفضل الدقة غير المسبوقة للصور الملتقطة للمكان.وثمة خمسة عشر جهاز تصوير تضم اقراصا صلبة وبطارية. وتلتقط كل كاميرا صورا بدقة عالية كل ثانيتين ونصف الثانية.وخلال التنقل بين انحاء الموقع، يمكن "للمتنزهين" عبر موقع غوغل التقاط صور للمناطق التي لا يمكن الوصول اليها عبر "سيارات غوغل" التقليدية التي تحمل صورا يتم التقاطها عبر الكاميرا في طرقات العالم اجمع.ولهذا المشروع الجديد، كلف خمسة كمبوديين بالتنزه في ارجاء المعابد لفترة تصل الى ثماني ساعات يوميا لتسجيل كل ركن في الموقع. واوضح مانيك غوبتا ان "خدمة +غوغل ستريت فيو+ اطلقت في 2007. ومذ ذاك راكمنا خبرات هائلة. حتى اننا استخدمنا عربات ثلوج وقطارات. +المتنزه+ يعتبر اخر اداة لنا".مذ ذاك، وضعت غوغل هذه الخبرة لمصلحة الرقمنة في مجال الفن والثقافة.واشار اميت سود مدير المعهد الثقافي في غوغل الى انه "اذا كان ثمة بلد ما يكون فيه ذلك ضروريا، إنه كمبوديا"، متحدثا عن تدمير عدد كبير من الاعمال الفنية خلال حكم الخمير الحمر في سبعينيات القرن الماضي.وفي المحصلة، زار 4,2 ملايين سائح كمبوديا في 2013 بارتفاع نسبته 17 % بالمقارنة مع 2012، وتوجه غالبية هؤلاء الى انغكور وات. وسعى اميت سود الى تبديد مخاوف الاشخاص الذين يعتقدون ان الرقمنة قد تؤدي الى تغيير جذري في طريقة استكشاف العالم عن طريق اتاحتها للجميع من غرف منازلهم او مكاتبهم.وأكد لوكالة فرانس برس ان "كل المتاحف التي قمنا برقمنتها تشهد ارتفاعا (في عدد مرتاديها) بشكل غير مسبوق"، معتبرا ان عمله لا يحمل "اي اثر سلبي".الا ان هذه الخدمة الالكترونية الجديدة من شأنها ان تحرم محبي السفر من متعة النظر للمرة الاولى الى المواقع الجديدة، بحسب البعض.وقالت كريسبيث غيريستن وهي سائحة هولندية في انغكور وات "اذا ما اردت المجيء الى هنا، لما اطلعت عليه عبر الانترنت اولا. اعتقد انه من الممتع اكثر ان نشاهده في الحقيقة بداية، وربما في وقت لاحق الاطلاع عليه عبر الانترنت". من ناحيته قال توم ستوروك الكاتب المتخصص في الاسفار "لا يمكنني تخيل ان صورا على الانترنت او حتى مشاهدة موقع بطريقة بانورامية 360 درجة كما في مشروع +غوغل مابس+ يمكنها الحلول مكان ما يحصل هنا".وأكد ان "التجربة الالكترونية لن تستبدل يوما ما يمكن ان يحصل هنا عندما تشرق الشمس على انغكور وات".