نيويورك ـ ا ف ب
تواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما في منافسة غير تقليدية في كرة القدم الخميس مع رجل آلي ياباني الصنع اسمه "آسيمو"، يتميز بقدرته على الركض والقفز وركل الكرة. وجرت هذه الموقعة في المتحف الوطني للعلوم والابتكار في طوكيو. وقال الرجل الآلي للرئيس الاميركي "انه امر ظريف أن التقي بك"، فبادله اوباما الشعور نفسه. وقبل البدء بالمواجهة، قدم الرجل الآلي عرضا صغيرا استعرض فيه مواهبه في القفز والركل وتسديد الكرة. وهذا الرجل الآلي، وطوله 1,3 متر ووزنه خمسون كيلوغراما، هو من تصميم مجموعة هوندا، في اطار مشروع اطلق قبل عشرين عاما يرمي الى تصميم روبوتات قادرة على مساعدة كبار السن، او اتمام مهمات خطرة على الانسان. وبدأ توزيع هذا النموذج الجديد من "آسيمو" في الولايات المتحدة الاربعاء، وهو خلاصة اجيال من الروبوتات التي تعمل هوندا على تطويرها منذ عقود. وقد بذل مهندسو مجموعة هوندا جهودا لدراسة الحركات البشرية، بهدف التوصل الى محاكاتها. وظهرت اولى نماذج هذا الرجل الآلي في العام 1986، وكان حينئذ عبارة عن جهاز مكعب الشكل، قائم على ما يشبه الساقين، وقادر على ان يخطو خطوة واحدة كل 15 ثانية. ومع الوقت بدأ شكل النماذج الجديدة من الروبوت يحاكي شكل الانسان، وبدأت حركاته تصبح أكثر سرعة وليونة. وظهر أول رجل آلي من نوع "آسيمو" في العام 2000، ومنذ ذلك الحين شهدت هذه الروبوتات تطورا كبيرا، وصولا الى جيل العام 2014 الذي اصبح قادرا على السير بسرعة تسعة كيلومترات في الساعة، وان يصعد السلالم. ويتمتع هذا الروبوت ببطارية ليثيوم يمكن ان تعمل 40 دقيقة متواصلة في حال كانت حركته تقتصر على المشي. وتقول مجموعة هوندا انها بذلت جهودا كبيرة من اجل تأمين توازن الرجل الآلي وثباته، الي حين التمكن من جعله قادرا على القفز واللعب بالكرة وتحريك اطرافه بما يشبه الرقص. ويباهي مهندسو هوندا ايضا ببراعة رجلهم الآلي الجديد في تحريك اصابعه العشرة، فهو قادر على مصافحة الاشخاص والتواصل معهم بلغة الاشارة، وتقديم الشراب للضيوف. ويعود السر في هذه المقدرات العالية للروبوت الى الكاميرا الموضوعة في خوذته، والى اجهزة الاستشعار المثبتة في اصابعه، وجهاز الكومبيوتر القادر على تحليل البيانات بشكل فوري، ما يحول دون سقوط الاشياء الدقيقة او تحطمها بيده، بحسب ما يشرح احد كبار المهندسين في هوندا. والجزء الاكبر من جهاز الكومبيوتر موضوع في حقيبة مثبتة في ظهر الروبوت. ووفقا لهوندا، فان تصميم هذا الرجل الآلي يجعله مقبولا من الجمهور، فهو ذو قامة قصيرة تجعله على المستوى نفسه مع الشخص طريح الفراش او المقعد على الكرسي المتحرك. والهدف الاساسي من هذا الرجل الآلي هو مساعدة الاشخاص المحتاجين الى رعاية، ومن المقرر ان تليه نماذج مخصصة لرعاية الاشخاص المتقدمين في السن، يمكنها ان تصطحبهم في المحطات او المطارات، ومساعدتهم على تناول ادويتهم. لكن هذا الامر يحتاج الى وقت، اذ ان نماذج الروبوت ما زالت تحتاج الى مزيد من التطوير بحيث تصبح قادرة على مواكبة التغيرات والظروف المختلفة. ويرى مهندسو هوندا ان التحدي الحقيقي يكمن في التوصل الى تصميم رجل آلي قادر على "تمييز حركات" الاشخاص لفهم ما يجري من خلالها، والتصرف بالشكل المناسب. ومن ذلك مثلا، ان يكون الروبوت قادرا على فهم طبيعة اقتراب الشخص المقابل له منه، فيتصرف على اساس ذلك اما بالاقتراب منه هو ايضا، او بالابتعاد عنه. ويأمل المهندسون في ان يتحقق هذا الهدف في السنوات القليلة المقبلة.