ألعاب الفيديو

أدرجت منظمة الصحة العالمية مؤخراً إدمان ألعاب الفيديو كمرض فى نسختها الأخيرة للتصنيف العالمى للأمراض، لما قد يسببه من اضطراب يفقد معه اللاعب التوازن بين اللعب وأنشطته اليومية الأخرى، وطغيان أولوية اللعب على النوم والطعام بشكل مستمر لمدة عام كامل.

محمد الجزائرى، من مدمنى ألعاب الفيديو، قضى أكثر من 12 عاماً منكباً على الألعاب الإلكترونية بمختلف أنواعها: «كنت فى الرابعة من عمرى، وأهدى لى والدى أول لعبة إلكترونية سوبر ماريو، أحببتها وزاد تعلقى بهذه الألعاب بسرعة كبيرة». واظب «محمد» على شراء أحدث أجهزة الألعاب: «كنت مفتوناً بها وطريقة صنعها، ورغم فرط تعلقى بها، لم تؤثر على دراستى، إلى أن وصلت إلى سن 16 عاماً، وكانت درجة الإدمان فى أعلى مستوياتها، قررت حينها التوقف والخروج من هذا العالم الخيالى».

الميزة الوحيدة فى إدمان «محمد» للألعاب الإلكترونية، أنه تعلم من خلالها لغتين الإنجليزية والفرنسية، وتعرف على الكثير من الأماكن والمنشآت المهمة فى أمريكا وأوروبا والأسلحة الحديثة.

أدرجتهم منظمة الصحة العالمية كمرضى فى نسختها الأخيرة للتصنيف العالمى للأمراض

فى المقابل يعدد «محمد» سلبياتها: «90% من هذه الألعاب تنطوى على جريمة وعنف ورعب، وتؤثر سلباً فى تفكير وسلوك اللاعب، بل المبالغة فيها تصيبه بمتلازمة نقص الانتباه وفقدان التركيز»، سارداً قصة أحد أصدقائه، الذى أصيب فى حادث مرورى بسبب تأثره بلعبة «نيد فور سبيد».

مختار زين، شاب ثلاثينى ورسام كاريكاتير، قضى بصحبة ألعاب الفيديو ما يقارب الـ21 عاماً، حيث يدمنها منذ أن كان فى العاشرة من عمره: «الألعاب عززت عندى مهارة التخطيط والتفكير وروح المقاتلة وقوة الملاحظة، وبنهرب بيها من ضغوط العمل والحياة اليومية»، حيث كان يفضل ألعاب الشطرنج والكرة والسيارات: «نقدر نستغل هذه الألعاب بشكل مفيد، لكن للأسف الإفراط فيها يؤثر سلبياً على كل جوانب حياتنا، فاكتفيت بـ4 ساعات يومياً بعد أن كنت أقضى فيها 8 ساعات».

ويستعرض «مختار» سموم هذه الألعاب: «يتولد عنها كسل وخمول وسمنة وعصبية، وتؤثر على النفسية، وأطفال كثيرون أصيبوا بالتوحد بسببها»، الأمر الذى دفعه لمنع أطفاله من ممارستها قبل سن الـ12 عاماً، ولمدة ساعة.

عشق محمد الهمشرى لكرة القدم منذ الصغر، كان السبب فى إدمانه لعبة كرة القدم بدءاً من سن الـ11، وعرف من خلالها جميع أسماء اللاعبين فى مختلف الأندية والمنتخبات حول العالم: «أنا مواليد التسعينات، أكثر جيل عشق ألعاب الفيديو وتعلق بها».

قضى «الهمشرى» 16 عاماً بصحبة ألعاب الفيديو لم يشعل خلالها بالملل: «فى البداية كنت ألعبها طوال اليوم، الآن مع ضيق الوقت وزيادة المسئوليات ألعب ساعتين يومياً فقط، ويزيدوا لـ6 فى الإجازة».

وعن سلبيات التجربة يقول: «خسرت وقتاً كان من الممكن أن أستغله فى القراءة، أو أى شىء مفيد، كذلك فقدت أموالاً كثيرة، يكفى أننى الوحيد فى عائلتى الذى أرتدى نظارة طبية»