الدوحة ـ قنا
بدأ فريق من علماء الآثار من هيئة متاحف قطر مؤخرا، أعمال الكشف والتنقيب التي تغطي نطاقًا واسعًا من مدينة الدوحة، وتبحث في ماضيها وتاريخها، وذلك قبل استخدام الأرض لإنشاء محطة مترو الدوحة المقرر تشييدها، وذلك في الجزء الذي يقع بين سوق واقف ومسجد القبيب، ويستمر التنقيب حتى 15 فبراير الجاري تحت إشراف كل من: السيد فيصل النعيمي، رئيس قسم الآثار، والدكتور فرحان سكل، رئيس العمليات الأثرية. وأوضح بيان صحفي صادر عن هيئة متاحف قطر اليوم الأحد، أن موضع التنقيب يعد أحد أقدم أجزاء المدينة، وهو الموقع الذي حددته شركة سكة الحديد القطرية لإنشاء محطة مترو قطر، منوها بأن تلك الأعمال قد أثمرت عن اكتشافات هامة حول تاريخ البلد، والتي تخص العناصر المعمارية، بالإضافة إلى العملات والفخاريات. وقد استعانت الهيئة في أعمال التنقيب بكلية لندن الجامعية بقطر للمساعدة في المشروع ودعم عمليات التوثيق الفوري لنتائج التنقيب بسبب ضيق وقت التنقيب. وظهرت النتائج الأولى الواعدة في عدة أماكن لتصل إلى مترين من الرواسب والبقايا المعمارية، ويرتبط سُمك هذه الرواسب بالمدة والكثافة السكانية التي قطنت البقعة ذاتها. وقال الدكتور فرحان سكل من فريق هيئة متاحف قطر للتنقيب: "نحن نسهم من خلال أعمال التنقيب بالحفاظ على جزء هام من تراث الدوحة، ونجيب في الوقت نفسه عن الأسئلة المرتبطة بتاريخنا العريق والغني، حيث تساعدنا عمليات البحث في معرفة المزيد عن الدوحة منذ تأسيسها وعن المواد التي كان السكان يستخدمونها في حياتهم اليومية كالأطعمة التي كانوا يأكلونها ونوعية المنازل التي كانوا يعيشون فيها وطريقة بنائها". وأضاف انه تم العثور على قطع من الفخار والخزف وعظام حيوانية ومجوهرات وغيرها من المواد التي تمنح معلومات قيمة عن مؤسسي الدوحة. فأما بالنسبة لعظام الحيوانات، فتتضمن أدلة على نظامهم الغذائي ومكتشفات أخرى تحكي قصصًا عن حياتهم اليومية، ومجموعة من العملات المخبأة، بالإضافة إلى أوزان معدنية نادرة كانت تستخدم من قبل التجار لتوزيع اللآلئ الثمينة القادمة من الخليج العربي.. مشيرا إلى أن كل قطعة تحكي قصة خاصة، ولكنها مجتمعة تشكل أجزاءً من الصورة الكبرى. وأكد أن مدينة الدوحة لا تفتقر للثروة الأثرية كما يعتقد البعض؛ فعلى سبيل المثال لا أحد تقريباً يعرف أن هناك منحوتات صخرية قديمة تتربع في قلب المدينة. نحن نخطط لتنفيذ المزيد من المشاريع لتوثيق علم آثار الدوحة وتوضيحه، ولكن لسوء الحظ، فإن الأماكن التي يمكنها أن تحكي لنا شيئًا عن ماضي المدينة مثل هذا المكان باتت تختفي وبوتيرة سريعة. وسوف تتم دارسة المكتشفات من قبل فريق هيئة متاحف قطر وكلية لندن الجامعية بقطر في غضون الأشهر القادمة.