معرض الدوحة الدولي للكتاب

أقيم مساء اليوم على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب السادس والعشرون ، في إطار الفعاليات الثقافية التركية ، ندوة متخصصة حول تاريخ الأدب التركي شارك فيها الباحثان التركيان دريا أورس ، وتوران قرة تاش المختصين بالأدب التركي.

واستعرض الباحث الدكتور دريا أورس ، في ورقته ، ” تاريخ الأدب التركي منذ القرن العاشر الميلادي وحتي القرن السابع عشر ، مشيرا إلى أن الأدب التركي وخاصة الشعر بدأ تقليدا للأدب العربي والفارسي ومر بمراحل متعددة من التطور حتى أصبح فنا قائما بذاته وأصبح الشعراء الأتراك ينافسون في بعض الأحيان الشعراء العرب والفرس “.

وأوضح أن الشعر والأدب التركي تأثرا بالتوسع السياسي للدولة العثمانية ونضج مع نهضتها ، حيث اهتم السلاطين والأمراء بالشعر حتى أن بعضهم كان يقرض الشعر وكانت هناك إرادة سياسية لدعم الأدب.

كما أوضح أنه ” مع التوسع في الإمبراطورية العثمانية في أراضي البلقان أصبحت هناك تأثيرات غربية في الشعر والأدب وفي نفس الوقت أسلم من هذه المجتمعات من أسلم وصار ينتج إبداعا أدبيا مرتبطا بالدين والاسلاميات مثل السيرة النبوية وغيرها مع وجود نوع خاص يسمى / أدب التكايا / “.

وأضاف أن الأدب التركي من شعر ونثر تنوع في أغراضه ، فظهر أدب التصوف وظهر الشعر المثنوي ، والذي يحاكي الخماسيات في الأدب الفارسي ، كما تنوعت الموضوعات ، فكتبوا في العشق والحروب والأخلاقيات حتى الأدب الساخر ، كما ظهر أيضا الشعر الشعبي والوطني والأدب الكلاسيكي.

من جانبه، تناول الباحث الدكتور توران قرة تاش رئيس مركز أتاتورك للثقافة ، في ورقته ، واقع الأدب التركي في العصر الحديث منذ القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحالي ، مشيرا إلى أن القرن التاسع عشر كان الأكثر عقما في الأدب التركي تبعا للحالة السياسية للدولة.

وأشار إلى تغلب اتجاهين في هذا العصر هما : “الشعر الشعبي” و “الشعر الديواني”، ولكل منهما خصائصه وتقاليده ، موضحا أن “الشعر الديواني” نظر الى العالم والحياة من عاصمة السلطنة، وكان يكتب ويُقرأ من جانب النخبة، واستخدم اللغة العثمانية، التي تشكلت من خليط من التركية ولغات الثقافة المعروفة داخل الإمبراطورية العثمانية وهي العربية والفارسية.

وقال إنه ” مع بداية القرن العشرين، دخل الشعر، عصراً جديداً كان أساسه التحولات التي كانت تشهدها السلطنة، كما تناول الحديث عن الشعر الوطني ، حيث اعتنى الشعراء بكتابة الشعر، الذي يعكس القيم الوطنية ، منوها بأن هذا الاتجاه ظهر ضده شعر ثوري عمل على عكس الحياة الواقعية، وعرض التناقضات الاجتماعية والطبقية، وإبراز صوت الشعب وكان من أبرز هذه الأصوات ناظم حكمت .

كما تناول الباحث التركي ، في ورقته ، تطور الأدب في تركيا وبروز كتابات وأنماط جديدة في المسرح والرواية والقصة وإعلاء قيم وأفكار جديدة مثل الحرية والمساواة.