الرئيس عبدالفتاح السيسي

كان ذهن الرئيس عبدالفتاح السيسي يقظًا أثناء افتتاح مشروع المرحلة الأخيرة من الطريق الدائري الإقليمي، ومحوري الخطاطبة، حيث انفعل على محافظ القاهرة وأحرج وزير النقل وانتقد مدير إدارة المهندسيين العسكريين.

و فصلت عشرة أيام بين لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع محافظ القاهرة وأداء الأخير أمامه اليمين الدستورية منذ تكليفه محافظًا للعاصمة يوم 30 أغسطس / آب الماضي ، لكن هذه المرة المسألة اختلفت ، ففي أثناء افتتاح الطريق الدائري الأوسطي من بلبيس حتى تقاطعه مع طريق القاهرة السويس أصر الوزير المحافظ على موقفه بينما تجرد السيسي من هدوءه وانفعل عليه بسبب الروتينية في الردود وتأكد المحافظ أن الرئيس بنفسه يتابع ما تم إنجازه من أعمال في تطوير شبكات الطرق المصرية.

و وجه الرئيس حديثه إلى اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، قائلًا: "سيادة المحافظ خالد، أنا كنت قلت لك إن الطريق بتاع المطار، وده مدخل مصر، عمدان الكهرباء فيه جزء كبير منها عايز.. ، من فضلك راجع الموضوع ده، أنا بس بفكرك يعني"، ورد المحافظ: "حاضر يا فندم وبالفعل يا فندم توجيهات سيادتك"، ليقاطعه الرئيس عبدالفتاح السيسي "توجيهات إيه أنا شفت وأنا راجع بقا، ما أنا شفت وأنا راجع"، وتفوه المحافظ بكلمات "حاضر ، توجيهات سعادتك" ، ليعيد له الرئيس عبدالفتاح السيسي "أنا شفت وأنا راجع، من فضلك يعني"، ليرد المحافظ: "حاضر يا فندم".

وأثبت الرئيس عبدالفتاح السيسي من حوار مقتضب استغرق دقيقتين و15 ثانية ، أنه لم يكن أثناء مشاهدته لـ الفيديو كونفراس غائبًا عن التفاصيل، وكانت عيناه تدقق فيما لم يخطر في بال أحد أن يراه وذلك أثناء ملاحظته إلى خطأ سيدي كرير والذي كان في جانب شاشة الفيديو، مما تسبب في حرج وجدل بينه وبين وزير النقل، ودار الحوار حين قال الرئيس السيسي إلى الدكتور هشام عرفات "بس عايزك معلش ترجع للكوبري دا تاني وتشوف المسجل وتشوف الجزء اللي هو النيو جيري اللي موجود بعد ما يخلصوا يعني ، نبص عليه كويس لو سمحتوا ، شايف الحتة اللي على اليمين دي حضرتك .. ليه كدة ؟".

و يرد وزير النقل "دا عشان المنزل بتاع الكوبري ، دا هنا نزلة الكوبري بتاع سيدي كرير والطريق هنا بيتحول من عدد حارات معينة"، ولم يقتنع الرئيس السيسي برد الدكتور هشام عرفات فسأل رئيس الوزراء "يعني دا هو الشكل الطبيعي يا دكتور مصطفى " ، فأجاب وزير النقل "لا يا أفندم ، هنبص عليها تاني اللي هي الحتة دي ، دي هي مش إتجاه النيو " ، فانفعل الرئيس السيسي حين نادى اللواء كامل وزيري "رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة"، قائلاً "هو دا الطبيعي كدة " ، فقال اللواء كامل وزيري "هتوسع يا أفندم وهتبقى سموز إن شاء الله وهتنزل إلى منزل الكوبري على الطريق الرئيسي".

كانت جملة "الكلام أخد و عطا ، بس برضه فهمني " لسان حاله ، على الرغم من أن الرئيس السيسي لم ينطق بهذه الجملة أثناء نقاشه مع اللواء حسن عبدالشافي، مدير إدارة المهندسين العسكريين، لطريق دائري الإسكندرية، وعقب انتهائه من كلمته وانتقاله إلى الطريق التالي، طلب الرئيس منه إعادة صورة دائري الإسكندرية ليعلق عليها قائلًا: "نقدر نتوقف هنا وشوفوا بروز المبنى، خلي اللي بيصمم الطريق يعمله إزاي، مش كده برضه يا حسن؟"، ليرد عليه "عبدالشافي" "تمام، بس حضرتك في حاجة، يعني لو إحنا شيلنا العربية دي وشيلنا شوية التراب دون الطريق إحنا ماشيين، دي كده كاملة، بس مع تراكم الأتربة والعربيات اللي بتركن قدام البيوت دي أصبح الشكل مشوه كده".

و أصر الرئيس عبدالفتاح السيسي على التوضيح قائلًا "أنا مش فاهم؟"، ليرد مجددًا "عبدالشافي" ، "يعني حضرتك الطريق هو ماشي الخط بتاعه مستقيم مظبوط، وبعدين دخل إلى غاية هنا كده وبعدين مشي كده، الجزء اللي باين بارز ده وإن إحنا خارجين برّه، دي عربية راكنة هنا وفيه تراكم الرمال اللي موجودة ، فبيدينا إحساس بالكسرة، معمق الكسرة شوية، لكن طبعًا إحنا بنحاول نرد أي تعديات، بقدر المستطاع يا فندم، الناس كانوا بيعملوا ساعات مصاطب قدام البيوت دي بنحاول نشيلها".

ولم يكمل اللواء حسن عبدالشافي نقاشه حيث قاطعه الرئيس السيسي قائلاً  "لا يا حسن، لا يا كامل، لأن ده خطر شديد جدًا على الناس اللي قاعدة في البيوت، لو عربية نقل ماشية بسرعتها ومقدرتش تسيطر هنا يروح داخل في المبنى ده، فين حرم الطريق يا حسن؟" ، ورد اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على الرئيس قائلًا "بالضبط يا فندم، هيا دي المشكلة، إحنا بصراحة سلكنا فقط الـ 3 حارات ، ده يعني لو كنا شيلنا منه باقية كنا شيلناه بالكامل، ولكن هو ده ضروري يتشال"، وعاد الرئيس إلى الحديث قائلًا "حرم الطريق يا حسن احترمه لسبب، للأمان والسلامة، مش عشان بس بنعمل 3 حارات، وأنا عارف إن ده عبء عليكوا وتكلفة، وماله إنما اعمل طريق مضبوط، مايبقاش النهاردة بالشكل اللي أنا شايفه ده، وإحنا لسه بنفتتحه دلوقتي".