الفنانة صباح

عن عمر بلغ 87 عاما بمقاييس الزمان، وقرونا بمقاييس الفن.. توفيت الفنانة اللبنانية الجنسية المصرية الهوى صباح في مقر إقامتها فجر اليوم الثلاثاء أثناء نومها، وفقا لجوزيف غريب مدير أعمالها.
توفيت صباح التي أحبها العرب جميعا، اللبنانيون الذين اعتبروها رمزا لبلادهم مثل الجبل وأشجار الأرز ولقبوها بالشحرورة، والمصريون الذين اعتبروها مصرية بتراثها وأدائها وفنها، وكذلك باقي الشعوب العربية التي استقبلتها دوما استقبال الملوك.
ماتت صباح عن عمر مديد بعد أن أماتت قلوب محبيها عدة مرات من خلال الشائعات التي كانت تتكرر دوما عن وفاتها فتتألم أفئدة المحبين لسويعات إلى أن تنتفض فرحا بخبر التكذيب.
توفيت صباح وقد خلفت وراءها تراثا فنيا هائلا من الأفلام والأغاني مثلما تركت وراها سيرة شخصية ملفتة كانت محل اهتمام جمهورها الذي تعلق بأخبار زيجاتها المتعددة وتقبلها منها مثلما تعلق بأعمالها.
ولدت جانيت فغالي (الاسم الأصلي لصباح ) في عام 1927 في حي الفغالية في وادي شحرور بقضاء بعبدا بجبل لبنان .
واستطاعت أن تلفت أنظار المنتجة اللبنانية آسيا داغر، فجاءت إلى مصر لكي تعمل في السينما برفقة عائلتها، وتعاونت في ذلك الوقت مع الموسيقار رياض السنباطي لأول مرة في فيلم (القلب له واحد) في عام 1945 من أجل أغاني الفيلم.
لصباح أكثر من 80 فيلما مصريا ولبنانيا، و نحو 27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية بين مصرية ولبنانية.
من أهم أفلامها ، شارع الحب ، الأيدي الناعمة، توبة، العتبة الخضراء، ليلى بكى فيها القمر، الرجل الثاني.
وتعتبر مسرحية (كنز الأسطورة) وهي آخر مسرحياتها وقد شاركها التمثيل زوجها السابق فادي لبنان.
تركت صباح الدنيا وهي تحمل معها نسائم من زمن الفن الجميل ، لتنضم إلى كوكبة من الفنانين العرب الذين رحلوا بعد أن نجحوا فيما فشل فيه السياسيون فوحدوا الأمة ولم يعترفوا بالحدود.
عاشوا في عصر صدح فيه الفن بأرجاء العالم العربي بلا قيود، وغادروا في زمن بات أمراء الإرهاب يضعون القيود على أبسط حقوق البشر ويجرمون الفن في دويلاتهم وخلافتهم المزعومة.