الفيلم السوري "بانتظار الخريف"

عُرض أمس في المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية، الفيلم السوري "بانتظار الخريف" ضمن برنامج "أفاق عربية" أحد برامج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بحضور منتجته رحاب أيوب، وهو إنتاج شركة "ادامز" والمؤسسة العامة للسينما السورية، وإخراج وتأليف جود سعيد، وشاركه السيناريو علي وجيه، وبطولة كل من سلاف فواخرجي وعبد اللطيف عبد الحميد وكامل نجمة وربا الحلبي ورنا ريشة ومدته 113 دقيقة.

هذا الفيلم الذي أحدث رسالة مخرجه للحاضرين حالة من الشجن، حيث تلا العرض ندوة بدأتها المنتجة رحاب بتلاوة رسالة من مخرج العمل جود سعيد الذي تعذر حضوره وشريكه في كتابة العمل علي وجيه لعدم حصولهم على تأشيرة للدخول.

وجاء في نص الرسالة "أعتذر.. منكم أعتذر.. فقد باتت الطائرة تعجز عن حمل هويتي إليكم أضحت هويتي مثقلة بالدم والرصاص صارت ربما عبئًا من قسوة وجعها ولكنها سيداتي سادتي السينمائيون أهل ذاكرة لا ينسون في العام 2009 وأنا أصنع فيلمي الأول "مرة أخرى" حصل طارئ تقني في دمشق كاد يمنعنا من إتمام الفيلم في مواقيته فقالت لنا القاهرة أهلًا وأذكر الطريق من المطار إلى الأستوديو وأنا محمل بأعوامي التسعة والعشرين، وعشرات علب الخام في تاكسي بسيط يضحك سائقه الكهل مجلجلًا، وأنا أخبره أنه يحمل مئات اللقطات التي لا نسخة ثانية لها ونمشي والقاهرة لا تقول لي إلا أهلًا وعدنا في العام 2010 مع "مرة أخرى" للمشاركة في مهرجان القاهرة التي لم تتوقف عن القول لنا أهلًا.. ويذكر الأستاذ علي أبو شادي تلك الحادثة وأتمنى أن يكون من بين الحاضرين، وأوجه له وإلى كل قامات مصر السينمائية التحية"، اليوم وبعد أربعة أعوام تعود القاهرة لتقول لنا أهلًا..

شكرًا لمصر, لمهرجان القاهرة والقائمين عليه لاستقبال فيلمي الثالث ومنحه حق عرض هويته وإسماع صوته, الحرية لا تتجزأ فهي إما تكون للجميع أو لا تكون ونحن نريدها حقيقية وللجميع دون استثناء.

أستودعكم على الشاشة أرواحنا وسلامًا للدنيا من دمشق.. لا تنسونا فلربما نموت غدًا أو بعد غد ولا يبقى منا إلا ذاكرتكم وأسمائنا وما ستشاهدون بعد قليل.

إنتظارنا لخريفنا؟, لسماء تشرينية أقل قتلًا وأقل ظلمًا .

ما ستشاهدون فيه هو من دمنا هو ضحكات وجعنا وبسمات من رحلوا عنا وهويتنا الطيبة الرقيقة التي لا ولن تموت.. نحن لا نموت فإن غبنا جسدًا يبقى صدق صوتنا وحق حروفنا التي تسمعون الآن.. نحن لا نموت.

أتمنى من كل الحاضرين أن نستذكر كل الأبرياء الطيبين الذين ماتوا في أعوام قهرنا دون أن يسألهم أحد إن كانوا يودون الاستمرار في الحياة.. فلنستذكرهم جميعًا كل الضحايا السوريين بلحظات صمت لربما يصير الغد أقل عنفًا.. شكرًا مهرجان القاهرة لإصرارك على حياتنا.

أمّا منتجة العمل رحاب أيوب فرحبت أولًا بالحاضرين، وشكرتهم باسمها، واسم شركتها "ادامز" وشكرت فريق العمل المخرج جود سعيد والممثلين وكل العناصر، موضحةً أنّ السينما في كل الأوقات صعبة فما بالك في ظل الظروف التي يمر بها الوطن العربي وسورية.؟ بالتأكيد تصبح أصعب.

وتمنت أن يكون الفيلم قد أعجب الجمهور، وشكرت المهرجان والقاهرة التي إحتضنت الفيلم، وأكدت أنّ لشركتها مشاريع أخرى مقبلة ستعلن عنها قريبًا.