بقلم: جميلة الكبسي *
ماتت على شفة الحروف قوافي
واستُنهِضَ الجرح الكبير الغافي
ما كان يعلم أن قربانا مضى
سيف تغلغل في الفؤاد الصافي
ما كان يدري أنه متقرب
من شط بحر ميت الأصدافِ
والفكر ما خالت به نابية
عن ظلم طبع الكبر والإجحافِ
لازال حب التيه أسوأ خلقه
حتى تعاظم طبعه المتجافي
إن أنت قابلت المودة بالجفا
أنقصت من قدر الخليل الوافي
وإذا طلبت به المعالي كان إن
نزل القضا ناداك بالإنصافِ
يا صاحِ لا تندم على يوم مضى
أبدا، فما سر المودة خاف
هم لوثوا أفعالهم بغرورهم
هم حرفوا ماجاء بالأعرافِ
لو أنهم اخفوا غوى أفعالهم
كالليل قد بانت على ألطافِ
لكننا بالود نستر نقصهم
كالغيم نحجبه بدون خلافِ
وتنفست فينا كريم طباعنا
كالصبح يأتي الشروق الشافي
ونزيد في ذكر المكارم إنه
خلق عظيمٌ كان في الأسلاف
ونمد من خلق الوصال جميلهُ
ويصد خد التيه بالأضعافِ
فإذا بحثت عن البديل لنا أتى
فظا لئيم القول والأوصافِ
مازال نبع الصدقِ يسقي كرمنا
حتى تدلى الغصن باستلطافِ
إن المواقف بالفعال نبيلها
لا تبدل الأخيار بالأعجاف
جميلة الكبسي كاتبة من اليمن*