بعض الشعر العربي القديم

قال طرفة بن العبد:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً / ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ويأتيك بالأخبار من لم تبع له / بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد

لعمرك ما الأيام إلا معارةٌ / فما اسطعت من معروفها فتزود

وقال غيره:

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا / متى أضع العمامة تعرفوني

وقرأت:

يا أطيب الناس ريقا غير مختبر / إلا شهادة أطراف المساويك

قد زرتنا مرة في الدهر واحدة / ثنّي ولا تجعليها بيضة الديك

أجار بدوي ضبعاً فقامت في الليل وبقيت بطنه وشربت دمه فقيل:

ومن يصنع المعروف في غير أهله / يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر

صخرة إمرأة الحصين الكلابي كانت تبحث عن زوجها فقيل:

كصخرة إذ تسائل في مراح / وفي جرم وعلمهما ظنون

تسائل عن حصين كل ركب / وعند جهينة الخبر اليقين

فمن يكُ سائلاً عنه فعندي / لسائله الحديث المستبين

وقال شاعر:

المستجير بعمرو عند كربته / كالمستجير من الرمضاء بالنار

وقرأت:

وعين الرضى عن كل عيب كليلة / ولكن عين السخط تبدي المساويا

وقرأت أيضاً:

رأيت النفس تكره ما لديها / وتطلب كل ممتنع عليها

وقيل في قبّرة:

يا لك من قبّرة بمعمر / خلا لك الجو فبيضي واصفري

وكان رجل من العرب يعبد صنما فنظر يوماً الى ثعلب يبول على الصنم فقال:

أربٌ يبول الثعلبان برأسه / لقد ذُلّ من بالت عليه الثعالب

وقرأت:

سوف ترى إذا انجلى الغبار / أفرس تحتك أم حمار

وقال شاعر:

حسن قول نعم من بعد لا / وقبيح قول لا بعد نعم

وقال غيره:

أعلمه الرماية كل يوم / فلما اشتدّ ساعده رماني

وكم علمته صوغ القوافي / فلما قال قافية هجاني

وقال شاعر آخر:

أولئك إخوان الصفا رزئتهم / وما الكف إلا أصبع ثم أصبع