القاهرة - مصر اليوم
ليلة القدر هي ليلة مباركة يعمها الخير والرحمة والمغفرة، بشرى لمن يوفقه الله لقيامها فقد نال خيري الدنيا والآخرة.
لماذا سميت بـ"ليلة القدر"؟
ذكر العلماء عدة أقوال في سبب تسميتها بـ"ليلة القدر":
الأول: من القدر؛ وهو المكانة والشرف؛ كما نقول مثلاً رجل ذو قدر عظيم أي: ذو مكانة وشرف.
الثاني: أنه يقدّر في هذه الليلة ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل، وبيان إتقان صنعه وخلقه.
ومعنى القدر: التعظيم أي أنها ليلة ذات قدر، لما اختصها الله من خصائص عظيمة، أو أن الذي يحييها ويجتهد فيها يصير ذا قدر.
وقيل: القدر التضييق، ومعنى التضييق: إخفاؤها وعدم العلم بوقتها، قال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر؛ لإن الأرض تضيق بالملائكة بسبب كثرتهم في تلك الليلة.
وقيل: القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة، وقال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)؛ولأن المقادير تُقدر وتكتب فيها.
فضل ليلة القدر على غيرها
هي الليلة التي أنزل الله سبحانه وتعالى فيها القرآن الكريم..
قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
وهي ليلة اختصّها الله سبحانه وتعالى بالبركة، قال الله تعالى:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ).
وفي هذه الليلة تُكتب الأعمار والأرزاق للعام المقبل، قال تعالى:
(فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
ميّز الله سبحانه وتعالى العبادة فيها دون باقي الليالي..
قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
تتنزّل الملائكة وتحفّ المسلمين في هذه الليلة، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة..
قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
هذه الليلة تحلو من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى..
قال تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
فيها غفران للذنوب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، لما جاء عن رّسول الله "صلى الله عليه وسلم" في الحديث الشريف: (مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه).
علامات ليلة القدر
ذكر العلماء أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة.
فأما العلامات المقارنة؛ التي تظهر ليلتها فذكر منها: قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وطمأنينة القلب، وانشراح صدر المؤمن، وتكون الرياح فيها ساكنة.
وأما العلامات اللاحقة فذكر منها أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع..
ودللوا على ذلك بحديث أبي بن كعب - أنه قال: أخبرنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها".
اللّهم ارزقنا فضل قيام ليلة القدر، وسهل أمورنا فيها من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيرنا وحطّ عنا الذنوب، يا رؤوف بعبادك الصالحين، اللّهم ما قسمت في هذه الليلة من علم ورزق وأجر وعافية فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب.