الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

يستهل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته إلى إيطاليا التي بدأها صباح الاثنين بزيارة البابا فرنسيس " بابا الفاتيكان " لبحث العلاقات المقطوعة منذ العام 2011 بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس مصري إلى الفاتيكان منذ ثمان سنوات.

وسيلتقي السيسي أيضا  مع رئيس وزراء الفاتيكان "بيترو بارولين"، حيث تعكس هذه الزيارة تقديراً لمواقف البابا فرانسيس إزاء الانفتاح على الحوار مع الدين الإسلامي، والجهود التي يبذلها من أجل مكافحة الفقر والدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنساني والتنموي، بالإضافة إلى مساعيه لوقف التدخل العسكري في سوريا، والتي تُعد أهدافًا مشتركة تفسح المجال بشكل أوسع لتوطيد أواصر العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والديني عبر تفعيل الحوار مع الأزهر الشريف، فضلاً عن توطيد العلاقات مع الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، عقب الزيارة التاريخية لقداسة البابا تواضروس في اّيار/مايو 2013.

وأوضح المتحدث الرئاسي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، فى بيان صدر أمس الأحد أن إيطاليا تكتسب أهمية خاصة على الصعيد الاقتصادي بالنسبة لمصر حيث تعد الشريك التجاري الأول لمصر على مستوى الاتحاد الأوروبي، والثالث عالميًا بعد الولايات المتحدة والصين،

لافتًا إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين  بلغت نحو 6 مليارات دولار وفقاً لإحصاءات عام 2013. كما تعد إيطاليا خامس أكبر مستثمر أوروبي في مصر بقيمة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار دولار، وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعات النقل والخدمات المصرفية ومكونات السيارات والتشييد والبناء.

وأشار يوسف إلى أن  الرئيس سيجري اجتماعًا أيضًا مع مجلس الأعمال المصري – الإيطالي، كرسالة إلى مجتمع الأعمال الإيطالي لإلقاء الضوء على التطورات التي يشهدها الاقتصاد المصري على الصعيدين الإجرائي والتشريعي، فضلاً عن التعريف بأهم المشروعات الاستثمارية التي يجرى تنفيذها أو الإعداد لها.

ومن المقرر أن يلتقى الرئيس عقب وصوله بالرئيس الإيطالي "جورجيو نابوليتانو" في جلسة مغلقة ثم ستُعقَد جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث يرافق الرئيس في تلك الجولة وزراء الخارجية، والتجارة والصناعة، والتموين والتجارة الداخلية، والاستثمار، ويلي ذلك عدة لقاءات مع كل من  "بييترو جراسو"، رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، ورئيس الوزراء الإيطالي "ماتيو رينزي" في لقاء منفرد ثم آخر موسع بحضور وفدي البلدين، ووزير الخارجية الإيطالي "باولو جينتيلوني".

وستشهد تلك المباحثات استعراض سبل تعزيز الموضوعات الثنائية، وتبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي في مقدمتها مكافحة التطرف وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره.

كما ستتناول المباحثات مع رئيس مجلس الشيوخ سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد، فضلاً عما يتمتع به البرلمان الإيطالي من دور بارز في عملية صنع واتخاذ القرار، لاسيما أن نظام الحكم الإيطالي نظام برلماني.

كما ستشمل زيارة الرئيس إلى إيطاليا لقاءين مع كل من المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، لبحث سبل التعاون في مجال توفير الغذاء والنهوض في قطاع الزراعة والتعاون الثلاثي لصالح دول القارة الافريقية.

يشار إلى أن المشكلة بين الأزهر والفاتيكان بدأت عندما طالب الأخير  بحماية الأقباط في مصر بعد اعتداء طال كنيسة قبطية أرثوذكسية في الإسكندرية أسفر عن مقتل 23 شخصًا.