القاهرة – أكرم علي
طرحت مصر رؤيتها لأنشطة بناء السلام في القارة الأفريقية، استنادًا لخبرات وتجارب الاتحاد الأفريقي والمنظمات الأفريقية ودول القارة، وفيما يتعلق بدعم نجاح العمليات السياسية وبناء مؤسسات الدولة في حالات ما بعد النزاع، بما يساهم في إعداد مداخلات موضوعية تقدمها أفريقيا إلى عملية المراجعة المقبلة لهيكل الأمم المتحدة، لبناء السلام عام 2015، لإبراز أهمية إقامة شراكات حقيقية وفاعلة فيما بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، وزيادة انخراط ودعم الشركاء الدوليين لأنشطة بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاع في دول القارة وفي غيرها من الحالات ذات الصلة.
وذكر مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، نيابة عن وزير الخارجية، السفير هشام بدر، في ورشة عمل للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة والذي تستمر أعمالها ليومين، أن مصر كانت في مقدمة الدول الداعمة لسياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في دول ما بعد النزاع منذ إقرارها عام 2006، كما ساهمت في إطلاق وتفعيل مبادرة التضامن الأفريقي منذ تدشينها في عام 2012، باعتبار سياسة إعادة الإعمار ومبادرة التضامن ركيزتين لتعزيز القدرات الأفريقية ولجهود تحقيق التنمية والتعاون في حالات ما بعد النزاع.
وأكد بدر، أن الاجتماع يأتي في إطار الجهود التي تقوم بها الدبلوماسية المصرية لخدمة قضايا أفريقيا وصون السلم والأمن في القارة، وكذلك في إطار الأولوية التي توليها مصر لشركائها في الدول الأفريقية الشقيقة وفي مقدمتها مجالات حفظ السلام وبناء السلام والتسوية السلمية للمنازعات، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه بناء السلام في أفريقيا والتي تتمثل في تعزيز الحكم الرشيد وتداول السلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما تسعى إليه مصر لمعالجتها من خلال آليات متعددة الأطراف في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وأشار بدر، إلى أن اجتماع لجنة بناء السلام بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية الخارجة من النزاعات والدول المانحة والمساعدة لهذه لدول، يأتي في إطار دعم مصر لعملية المراجعة لهيكل الأمم المتحدة لبناء السلام العام المقبل ٢٠١٥ وتعزيز دور اللجنة والتي تجرى كل خمس سنوات بهدف مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ توصيات لجنة بناء السلام لاستعادة الأمن والإستقرار في الدول الأفريقية فيما بعد النزاع من أجل منع عودتها للانزلاق إلى مرحلة النزاع مجددًا .
وشدد بدر على أن وزارة الخارجية سعت لأهمية الاستفادة من التجارب الأفريقية في الأمم المتحدة لبناء السلام، وأنه حان الوقت للمجتمع الدولي أن يصغى لصوت ورؤية أفريقية بدلًا من فرض أطروحات نظرية تنتهي للاصطدام بأرض الواقع.
وساهمت مصر بدور رئيسي في بلورة سياسات الأمم المتحدة لبناء السلام منذ إنشاء اللجنة عام ٢٠٠٥، وقامت بدعم سياسات الاتحاد الأفريقي لإعادة التنمية فيما بعد النزاعات عام ٢٠٠٦ وساهمت في إطلاق وتفعيل مبادرة التضامن الأفريقي منذ تدشينها.