ضعف الإقبال في اليوم الأول من الانتخابات الرئاسيّة

استشعرت أحزاب "التيار المدني"، والتي يبلغ عددها 21 حزبًا، الخطر، إثر تسجيل مشاركة دون المتوسط في اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية، والتي يتنافس فيها المرشحان حمدين صباحي وعبدالفتاح السيسي.
وعقد التيار، مساء الاثنين، اجتماعًا عاجلاً، بغية وضع حلول سريعة، لحث المواطنين على المشاركة في اليوم الثاني، وتفادي أخطاء اليوم الأول، واستغلال قرار رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، الذي منح العاملين في الدولة أجازة رسمية.
وأوضح رئيس حزب "حقوق الإنسان والمواطنة"، عضو "التيار المدني"، المستشار جمال التهامي، في تصريح إلى "مصر اليوم"، أنَّ "نسبة الإقبال على التصويت، الاثنين، لم تكن مرضية، وكانت غير متوقعة للجميع".

وأشار إلى أنَّه "على الرغم من المعدلات الجيدة في الأقاليم، إلا أنَّ القاهرة والجيزة والإسكندرية لم تكن جيدة على الإطلاق"، متوقعًا مشاركة التيار السلفي في التصويت، ما سيرفع نسبة الإقبال.
واعتبر التهامي أنَّ "قرار رئيس الوزراء، منح العاملين في الدولة إجازة رسمية، جاء متأخرًا جدًا، وإن كان صائبًا".
وأضاف "حملة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي ليست لديها خبرة في حث المواطنين على المشاركة، وإدارة العملية الانتخابية، إذ لم نشعر بتواجدها في غالبية المحافظات، كما أنَّ أداءها سيء للغاية".

وأكّد التهامي أنَّ "اليوم الثاني من الاستحقاق سيكون مختلفًا، وسوف نبدأ بتوفير كل وسائل الراحة للمواطنين، وحثّهم على المشاركة"، معربًا عن "ثقته الكبيرة في أبناء الوطن"، ومعتبرًا أنَّ "الثلاثاء سيكون يومًا مجيدًا، ومشهودًا في تاريخ مصر، عبر تلاحم أبناء الوطن، واختيار من يمثلهم، ويخلصهم من الإرهاب الأسود، ويعود بهم إلى الأمان"، موضحًا أنَّ "نجاح هذا الاستحقاق سوف يجنّب مصر الكثير، وعلى الجميع أن يدرك خطورة الموقف الراهن".

وكشف رئيس حزب "حقوق الإنسان والمواطنة" عن أنَّ "احزاب التيار المدني أجمعت على أنَّ الفرصة لا تزال قائمة لدحر الإرهاب الأسود، وإبعاده، عبر انتخاب رئيس للبلاد، بمشاركة غير مسبوقة"، لافتًا إلى أنَّ "اليوم الاحير من الاستحقاق سيكون فاصلاً في تاريخ مصر".

يأتي هذا فيما اعتبر رئيس حزب "الثورة المصرية" طارق زيدان، في تصريح إلى "مصر اليوم"، أنَّ "الاثنين كان بالون اختبار، وظهرت فيه العديد من الأخطاء التنظيميّة للقوى السياسية والأحزاب، إذ لم ينجحوا في الحشد المتوقع، وهو ما أكّده الإقبال المحدود".

وأضاف "ما حدث يشبه مظاهرة استفتاء، وحب، لمرشح واحد، وهو المشير السيسي، مع اختفاء واضح وملحوظ لحمدين صباحي وأنصاره، في غالبية اللجان"، معتبرًا أنَّ "المشهد الذي ظهر أثناء إدلاء المرشح حمدين صباحي بصوته في المهندسين، ومظاهرة الحب للمرشح المنافس، يعدُّ أقوى دليل على ما أسلفت ذكره".
وتابع "الثلاثاء سيكون عرسًا للديمقراطية، وسوف تخرج مصر لتثبت للعالم، والمتشككين، أنها هي من صنعت الثورة، وتخلصت من الظلم، وقادرة على التخلص من إرهاب الإخوان وأنصارهم، عبر صندوق الانتخاب".
ومن جهته، بيّن رئيس حزب "الشعب الديمقراطي" المستشار أحمد جبيلي، في حديث إلى "مصر اليوم"، أنَّ "الإقبال الضعيف في اليوم الأول حمل مدلولاً إيجابيًا، وهو أنَّ المواطن يدرك خطورة العزوف عن المشاركة، ويعرف قيمة صوته، ويدفع المسؤولين عن العملية الانتخابية إلى تصحيح الأوضاع، مثلما فعل رئيس الوزراء، ومنح العاملين إجازة".
ولفت جبيلي إلى أنَّ "ضعف الإقبال يجعل الجميع يدعوا للمشاركة الفعالة"، موضحًا أنَّ "توفير وسائل الراحة للمشاركين، وتسهيل عملية انتقالهم إلى المقار الانتخابية، سوف يجني ثماره".
وأضاف "التيار المدني الاجتماعي خصّص أرقامًا للإبلاغ عن أيّ شكاوى تتعلق بسير العملية الانتخابية، وأصدر بيانًا، مساء الاثنين، حثّ فيه المواطنين على المشاركة، وأكّد أنَّ اللجان آمنة، إيمانًا من التيار المدني الاجتماعي بأهمية الانتخابات الرئاسية، كثاني أهم خطوات تطبيق خارطة المستقبل، التي وضعت للخروج بالبلاد من الفوضى، إلى البناء، و تعزيزاً لدور الرقابة الشعبية".
وفي سياق متّصل، أوضح أمين الإعلام في حزب "حماة الوطن"، عضو التيار المدني، اللواء محمد الغباشي، في تصريح إلى "مصر اليوم"، أنَّ "الإقبال كان جيدًا، في غالبية اللّجان"، مشيرًا إلى أنَّ "الحديث عن ضعفه له دوافع وأسباب منطقيّة، ولكن الملفت هو أنَّ الإعلام أعطى دافعًا كبيرًا للناس، في بداية فتح اللجان، وعلى الرغم من حرارة الجو".
ورأى الغباشي أنَّ "الأحزاب المدنية لديها فرصة كبيرة لتصنع تاريخها، الثلاثاء، وتثبت تواجدها، عبر توفير وسائل الراحة للمصوتين".