القاهرة _ محمد التوني
أكّد الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، أن العملية الإرهابية في مسجد "الروضة" تحمل في طياتها رسائل كثيرة للدولة المصرية وللشعب المصري في آن واحد، وإن ثمة رسالة من تبدو شديدة الأهمية، ولم يتوقف عندها كثيرون بشكل يتناسب مع أهميتها وخطورتها، وهي أن تلك العملية ربما تشير إلى أن هناك تنافسا بين تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى -خاصة "القاعدة"- لإثبات الوجود، إذ تسعى بتلك العملية إلى تأكيد تفوقها في الفعل الإرهابي داخل شمال سيناء، وأنها تمتلك مهارات خاصة تفوق ما لدى الجماعات الإرهابية الأخرى في القتل والإرهاب وإيذاء الدولة والمجتمع.
ولام سعيد مؤسسات الدولة جميعها، لتقاعسها عن القيام بدورها في مساندة الدولة ضد الإرهاب بشكل حقيقي،وتابع: "في تصوري أن الفكر الخوارجي له قاعدة كبيرة تمثلت في الإخوان المسلمين، وتخرج جماعات أكثر عنفا من 80 عامًا، ولها فروع في 81 بلدا وتمتلك أموال بنوك ومشاريع استثمارية متعددة وأجهزة دعائية متقدمة ومحطات تليفزيونية مثل "الشرق" و"مكملين" و"العربي"، ولديهم هيئات مركزية لرسم الإستراتيجية والتكتيك، وهم القاعدة الكبيرة والحضانة التي خرج منها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وابن الشيبة وخالد شيخ محمد، ومن هندسوا عمليات كبيرة في العالم، وهؤلاء كانوا من أبناء جماعة الإخوان في مراحلها الأولى.
وقال: "خرجت من الإخوان جماعات أخرى مثل الجهاد والجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة، وأيضا من خرج من الجماعات الأخرى حتى الصغيرة مثل الناجون من النار وغيرها، وآخر المراحل الكبيرة لهم هما القاعدة وداعش، وفى تقديري أن هذا جزء طبيعي من الحركة الخوارجية كلها، فكل فترة تنبثق جماعة أكثر تطرفا من الجماعة السابقة، وبالتالي لا أستبعد أن يكون العمل للحازمية أو غيرها، لأن أي فكر ذي طبيعة متطرفة يولد دائما داخله من هو أكثر تطرفا، حتى الجماعات النازية والفاشية والجماعات الشيوعية أيضا مثل الجيش الأحمر الياباني والفهود السود الأميركية والألوية الحمراء الإيطالية كانوا أكثر عنفا من الماركسيين الأوائل، لأن كل من يريد أن يتميز يقوم بعمل شيء أكثر تطرفا.
وشأن دور الدولة، أكد أن مصر تحارب الإرهاب وتعمل على التنمية، والتي هي جزء من الحرب على الإرهاب، وفي سيناء خصصت جزءا كبيرا من الموازنة لها، منها 4 أنفاق أسفل قناة السويس تم الانتهاء منها، وترعة السلام التي ستحمل المياه إلى سيناء وتطوير شرق التفريعة، وهذا ليس كلاما فالعمل يجرى فيها لكن نتائج هذه الإنجازات تحتاج إلى وقت حتى تظهر بوضوح، ولن يكون وقتا طويلا 4 أو 5 سنوات فقط ستتغير فيها سيناء، وهو جهد تقوم به الدولة، إنما هناك جهود أخرى نحتاجها، لو راقبنا داعش جيدا كنا سنجد الخطاب المضاد للأضرحة والمساجد التي بها أضرحة، وهذه تعطي مؤشرات على القادم فنستعد له، وبالتالي لا تحدث مفاجأة كما حدث.