رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

انخفضت ثقة البريطانيين في مفاوضات "البريكست"، وكذلك قدرة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على التوصل إلى اتفاق جيد مع الاتحاد الأوروبي، إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، وفقًا لاستطلاع رأي جديد، وللمرة الأولى منذ أكثر من عام وجد متتبع للرأي العام، تزايد أعداد الذين يرون أن المملكة المتحدة ستكون أسوأ حالاً نتيجة التصويت على المغادرة، وسط مخاوف من توقف المحادثات الرئيسية.

وسيزور ديفيد ديفيس وزير خارجية بريطانيا روما، الأربعاء، في محاولةٍ للحصول على دعمٍ لبدء محادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة، في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن البحث أظهر أن الشعب البريطاني يخشى أن ذلك لن يكون كافيًا، بينما من المقرر أن تبدأ المحادثات في كانون الأول / ديسمبر لكن مصادر في الاتحاد الأوروبي تُثير شكوكًا حول هذا الجدول الزمني.، بينما سيسافر ديفيس إلى بروكسل يوم الجمعة كجزء من جولة جديدة من المفاوضات والتي يأمل فريق مفاوضي المملكة المتحدة في التقدم بشأن ما يمكن أن تبدو عليه الصفقة، بيد أن الاستطلاع الذي أجرته منظمة "اورب انترناشونال" سيقدم قراءة مزعجة لرئيسة الوزراء التي تواجه مشكلة في الداخل والخارج في أعقاب الكشف عن فضيحة التحرش الجنسي في وستمنستر والتي تسيطر على جدول الأعمال السياسي.
 
ويُظهر استطلاع الرأي أنَّ اثنين من كل ثلاثة أشخاص لا يوافقان على الطريقة التي يتم بها التعامل مع مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويُعد ذلك أعلى مستوى عن أي وقت مضى منذ أن بدأت منظمة "اورب انترناشونال" في تتبع هذه القضية، وقد ارتفع من أدنى مستوى له وهو 45% في 7 مايو /أيار 2017 - في بداية الحملة الانتخابية العامة، فيما تتلقي الثقة في رئيسة الوزراء للتوصل إلى الصفقة الصحيحة ضربة قوية بعد الانتخابات العامة، وقد دعمها نحو 44% من الجمهور في بداية حزيران / يونيو، ولكن بعد أن فقدت الأغلبية البرلمانية للمحافظين في الانتخابات المبكرة التي كانت قد دعت إليها، انخفض ذلك إلى 34%. ووصل الآن إلى 26% فقط.
 
ويزيد الدعم المقدم إلى ماي إلى 35% بين الناخبين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، ولكن حتى بين مجموعة الناخبين المحافظين تقليديًا، فإن هناك تزايد في أعداد الذين لا يثقون بها، وقد واجهت معارضة لمشروع قانون الانسحاب في مجلس العموم حيث طالب النواب من جميع الأطراف بإجراء تصويت نهائي جيد على الاتفاق الذي تفرضه المملكة المتحدة، وقالت الحكومة إنَّ النواب سيحصلون على فرصة الموافقة على الاتفاق، بيد أن السياسيين المتبقين الراغبين فى ذلك يريدون ضمان إنه إذا بدا الاتفاق سيئا بالنسبة للمملكة المتحدة سيكون هناك خيار استخدام "الفيتو"، بينما يترتب على عدم وجود صفقة تجارية جيدة فرض تعريفات ضريبية على السلع المتداولة مع دول الاتحاد الأوروبي.
 
ووجد الاستطلاع الذي شمل ألفين شخص من البالغين الذين تتجاوز أعمارهم أكثر من 18 عاما في إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية أنه للمرة الأولى منذ أن بدأت المنظمة في تتبع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل عام، ويعتقد عدد أكبر من البريطانيين (نحو 40٪) أننا سنكون أسوأ حالا مقارنة بـ( 37 %) يعتقدون أننا سنكون أفضل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
 
ومن المقرر أن يًصدر وزير الخارجية بيانًا مكتوبًا للبرلمان اليوم بعد أن طالب البرلمان البريطاني وزارته بإصدار تقييم بشأن كيفية تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الصناعات الرئيسية في المملكة المتحدة، فيما كان وزير خارجية بريطانيا قد تواصل في وقت سابق مع رئيس لجنة البريكست، هيلاري بن، للقول بأن تجميع المعلومات سيستغرق بعض الوقت ولكن النواب يعتقدون أن الحكومة تحاول تجنب نشر المعلومات لأنها حساسة وقد تؤثر على المفاوضات.
 
وجاء ذلك في وقت قال فيه احد كبار مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على بريطانيا أن تتجنب التوصل إلى حل وسط مع الاتحاد الأوروبي بشأن الصفقة المحتملة إذا أرادت التوصل إلى اتفاق سريع للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، في حين قال ويلبر روس، وزير التجارة الأميركي، إنه يمكن توقيع صفقة تجارية مع بريطانيا في غضون أشهر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.