موجة الغلاء المستمرة التي تركت المواطن في صراع

 في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، وموجة الغلاء المستمرة التي تركت المواطن في صراع يأخذ به من أزمة إلى كبوة، وتثقل عاتقه بهموم لا حصر لها  من ارتفاع جنوني للأسعار لا يستطيع غالبية الشعب المصري تحمله خاصة في ظل عدم زيادة المرتبات بالقدر الملائم للغلاء المستمر. وهنا تحدثت في غضب عارم السيدة إيمان بطرس ربة منزل مقيمة في مصر الجديدة، قائلة في بداية حديثها: "يجب أن نفرق بين اعتراضي على القرارات الأخيرة وبين معارضتي للسلطة، و أنني لست ضد استقرار الدولة، ولا ضد نظامها، لكن ضد اي شيء يمس المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر ، ورغم أنني من ساكني حي مصر الجديدة، ألا أنني أعاني من زيادة الأسعار المتلاحقة التي ترهقنا جميعا، فماذا عن المواطن البسيط ، خاصة ساكني العشوائيات، وان هناك بدائل لارتفاع أسعار سلع حيوية وأساسية، وأرى وجود  بدائل كثيرة لا يستفاد منها المواطن الفقير، حتى وان كانت من مظاهر تقدم الدولة ومشروعاتها المستقبلية، و كمثال لهذا تطوير الطرق رغم أهميته ألا أن الفقير المعدم لا يهتم بذلك.

وأكدت إيمان أن لا تعويض عن غلاء الأسعار أو رفع الدعم إلا بتوفير العدالة الاجتماعية على مستوى متوسط دخل الفرد لكي يستطيع أن يوازي ارتفاع الأسعار، ولا أرى أن المواطن الفقير لا يتأثر بزيادة بنزين ٩٥ ، والتعريفة الجمركية على السيارات الفخمة التي ملأت الشوارع، ورغم ذلك زادت بنسبة 5% فقط ،وزيادة مواد البناء و أجور الممثلين التي تبلغ الملايين، لكن سيتأثر الجميع بارتفاع بنزين 80 بنسبة عالية وهي 55% ، لاستخدامه في جميع وسائل المواصلات وسيارات النقل التي يتم نقل السلع بها وبالتالي سيرتفع جميع السلع وبنسبة أكبر ، لأنه لا يوجد رقابة على الأسواق.

وأكد هاني كامل تاجر ملابس في وكالة البلح ، أن موجه الغلاء سيطرت على كل شىء لكن بعد زيادة السولار والبنزين العادي، وأثرت على حركة البيع والشراء ولو اعتبرنا أن المواطن يمكنه الاستغناء عن الملابس ،ولكن زيادة ٣٥٠ نوع دواء، ماذا سنفعل بعد ذلك، وسيستفاد من هذه القرارات " مصاصو دماء الغلابه"، ولا حل لنواجه  الغلاء غير الاستغناء واعتقد أن هذا هو التخطيط المستقبلي للمرحلة وهي الاستغناء ، كنت سأوافق علي هذا الحل للسلع الترفيهية أو التكميلية لكن كيف ذلك للسلع  الأساسية ،والسؤال الذي يطرق بذهني دائما كيف سأعلمهم وأنا لا أستطيع أن أوفر لهم ما يسد جوعهم.

وأشار عبد المنعم محمد موظف حكومي ، إلى  الحالة النفسية التي تمر بها الأسر المصرية الكادحة وللأطفال أيضا، وذلك  الضغط المادي يؤثر على الأطفال لعدم مقدرتي على سد احتياجتهم في  أساسياتهم ،ولا أدري ماذا أفعل " أحنا غلابة و سايبينها على ربنا يوم حلو ويومين مر" عندنا في الأمثال المصرية مثل يقول "محدش بيبات من غير عشا" لكن في الوقت الحالي بنقعد باليومين دون طعام لأفره لأولاد

وأضافت نادية محمود مدرسة، أحب أن أبعث رسالة  إلى سيادة الرئيس بأن المواطن الفقير لا يهتم بأمر الجزرتين ولا بسد النهضة، ولا يفرق بين المدن الجديدة ولا القديمة "كل اللي يفرق عندهم اللقمة فين" أناديك باسم كل مصري فقير" الدعم يا ريس لا يصل لمستحقيه وأرجو عمل حصر أولا لمن يستحق ، أما عن صندوق التكافل الاجتماعي يخدم  الأسر اسمها أسر مستورة ،و ربنا يسترك

وفى سياق آخر تحدث صلاح محمود تاجر ملابس بحسرة وقال في مصلحة من هذا الخراب فمعظم محلات الملابس تقوم بالتصفية نظراً للغلاء الفاحش الذي تسبب في الكساد وباب الاستيراد مقفول كما أنه لو موجود لا يطاق بسبب تعويم الجنيه فالمواطن كادح ولا حول له ولا قوة ونحن خفضنا هامش الربح لدرجة صعبة وأصبحت أجور العمال عبء علينا وإيجار المحل وفاتورة الكهرباء والضرائب والمصارف الأخرى فالخسائر متلاحقة والكساد هو السائد فقد مر العيد علينا والمفروض أنه موسم بلا أي جديد وأصبحت الأيام مثل بعضها فماذا تريد منا الحكومة تريد أن تخرب بيتنا فقد أصبح الحال خرابًا فى خراب، فكيف أبيع لمواطن ملابس له ولأولاده وهو يوفر لهم القوت بالكاد. هل هذا هو الرخاء الذي وعدنا به الرئيس؟ فلا املك القول سوى "حسبنا الله ونعم الوكيل" .