واشنطن - مصر اليوم
على مسافة أسابيع من الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 27»، في منتجع شرم الشيخ المصري، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «فوضى مناخية»، موضحاً أن الانبعاثات المتزايدة وصلت إلى «أعلى مستوياتها على الإطلاق». ودعا مجموعة العشرين للدول الأغنى عالمياً وغيرها من البلدان والشركات والمستثمرين إلى تخصيص ميزانية تصل إلى مائة مليار دولار سنوياً لدعم العمل المناخي في البلدان النامية.
وتحدث غوتيريش فيما تنعقد في كينشاسا الاجتماعات الوزارية التحضيرية لمؤتمر شرم الشيخ بين 8 نوفمبر (تشرين الثاني) و18 منه، وسط جهود لكبح الارتفاع المطرد في حرارة الغلاف الجوي وإبقاء هذه الزيادة دون عتبة 1.5 درجة مئوية بحلول سنة 2040، علماً بأن درجة حرارة الأرض ارتفعت حتى الآن بمقدار 1.1 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وعلماً أيضاً، بأن التعهدات الحالية تغلق الباب أمام الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، ناهيك عن تحقيق هدف 1.5 درجة.
وأكد غوتيريش أن «العمل الذي ينتظرنا هائل»، مشيراً إلى أن التغيرات المناخية أدت أخيراً إلى إغراق «ثلث باكستان بالمياه»، فيما شهدت أوروبا «أحر صيف منذ 500 عام» ووضعت «كوبا كلها في العتمة». كما أن إعصار «أيان» الأخير في الولايات المتحدة كان بمثابة «تذكير وحشي بأنه لا يوجد بلد ولا اقتصاد في مأمن من أزمة المناخ». ولاحظ أنه «في الوقت الذي تقترب فيه الفوضى المناخية، توقف العمل المناخي»، معتبراً أن مؤتمر شرم الشيخ محطة «بالغة الأهمية»، بيد أنه «لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه». وإذ وصف الالتزامات الجماعية لحكومات مجموعة العشرين بأنها «قليلة للغاية ومتأخرة للغاية»، أكد أن «التعهدات والسياسات الحالية تغلق الباب أمام فرصتنا للحد من ارتفاع الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، ناهيك عن تحقيق هدف 1.5 درجة».
وقال الأمين العام إن هذا «ليس وقت توجيه أصابع الاتهام»، ملحاً على «حل وسط على المستوى الكمي بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة»، لأن «الانبعاثات في أعلى مستوياتها على الإطلاق وهي آخذة في الارتفاع»، ونبه إلى أن الحرب في أوكرانيا «تضع العمل المناخي جانباً بينما كوكبنا نفسه يحترق». ورأى أنه «يجب على كل حكومة، وكل شركة، وكل مستثمر، وكل مؤسسة أن تقدم خطط عمل مناخية ملموسة»، مضيفاً أن مؤتمر «كوب 27» هو «المكان المناسب لاتخاذ إجراءات بشأن الخسائر والأضرار». واعتبر أن العالم «يحتاج إلى توضيح من الدول المتقدمة حول ما هو عليه هذا العام فيما يتعلق بتقديم 100 مليار دولار سنوياً من وعدها لدعم العمل المناخي في البلدان النامية»، بالإضافة إلى «رؤية دليل على كيفية مضاعفة التمويل الخاص بالتكيف إلى 40 مليار دولار على الأقل في عام 2025».
وطالب غوتيريش بنوك التنمية المتعددة الأطراف، بما في ذلك البنك الدولي، برفع مستوى انخراطها، معتبراً أن صندوق المرونة والاستدامة الذي يقوده صندوق النقد الدولي «بداية جيدة». وأكد أن الدول الجزرية الصغيرة النامية وغيرها من البلدان الضعيفة ذات الدخل المتوسط «تحتاج إلى الحصول على تمويل بشروط ميسرة للتكيف لحماية مجتمعاتها وبنيتها التحتية».
وحضّ القادة على أعلى المستويات على المشاركة الكاملة في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف وإخبار العالم بالإجراءات المناخية التي سيتخذونها على الصعيدين الوطني والعالمي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أنطونيو غوتيريش يُؤكد مشاركته بالقمة العربية المُقبلة في الجزائر
غروندبرغ في صنعاء لإقناع الحوثيين بتوسيع الهدنة قبيل أيام من انقضائها