لندن سليم كرم
أثارت أحداث الأسبوع الماضي، على الساحة السياسية البريطانية، تساؤلات بشأن كيفية وصف رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وهل شخصية جبانة أو سيئة أو كليهما، ربما يتجه الغالبية إلى الاختيار الأخير، ولكن أيضًا يمكن أن يكون هناك تبريرًا لمثل هذا الوصف والاتهام.
وتجدر الإشارة إلى الطريقة التي توصلت بها ماي إلى حل وسط مع متمردي حزب المحافظين بشأن قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وكيفيه سحق الاتفاق بمجرد أن سمع عنه المتعصبون من معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبجانب ذلك موقف ماي في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في اختتام اجتماع قمة السبع الأخير في كندا، حين ركزت الاهتمام فقط على أحدث ما توصل إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكتبت ماي على موقع تويتر "سنحقق إرادة الشعب البريطاني ونحصل على أفضل صفقة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونضمن أكبر وصول ممكن إلى الأسواق الأوروبية، ونعزز التجارة الحرة مع جميع الدول في جميع أنحاء العالم، بجانب السيطرة على حدودنا والقوانين والمال، فقد صوت سكان هذا البلد على مغادرة الاتحاد الأوروبي، وسيحدث ذلك"، ولكن من غير الواضح أنها تعمل لإرضاء الشعب البريطاني على الإطلاق، وتحقيق رغبة 52% الذين صوتوا لصالح مغادرة الكتلة الأوروبية، في مقابل 37% أيدوا البقاء.
وما تقدمه بريطانيا الآن لا يعبر عن إرادة الراغبين في مغادرة الاتحاد، ما تقوم به هو تنفيذ إرادة أقلية الشعب والمتطرفين من حزبها، وإرادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعديد من بارونات الصحافة اليمنية المتشددة، والأسوأ من ذلك، تسعى ماي إلى تجنب تحمل أي مسؤولية لأفعالها.
لماذا تجمع بين الشخصية الجبانة والسيئة
وعبر المحرر السياسي السابق في صحيفة "الأوبزرفر" عن مخاوفه من لهجة التغطية السياسية، موضحًا أن معظم النواب يعملون بجد، ويحاولون بذل قصارى جهدهم، ولكن من ناحية أخرى، سترى ما هو أسوأ بمجرد إلقاء نظرة حول العالم، بالطبع لن تدخل ماي في نفس عصبة الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، أو الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن سجلها السئ يتطور سريعًا.
وبالنظر إلى نغمة البلاد منذ توليها منصبها، والانغماس في القبح مع بعض أصدقائها وزملائها، فقد تم الكشف مؤخرًا عن مشروع قانون خاص لتجريم ممارسة الاعتراض على جريمة جنائية محددة، وتم تهديد أعضاء حزبها الخاص من قبل بعض نواب البرلمان بالعنف الجسدي، إذا لم ينفذوا نتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي مهدت ماي الطريق للعنف، بسبب عواصف التوتر التي أثارتها وعدم تنفيذها للسياسات المتبعة.
وتدخل قضية البيئة المعادية وسياسة الهجرة لتجعلها شخصًا سيئًا، وكذلك فضيحة ويندروش، والتي تعرض فيها المواطنون البريطانيون للتهديد بالترحيل، ولا ننسى حريق برج غرينفل، المأساة التي تجنبتها ماي، على الرغم من وعودها المتكررة بمساعدة العائلات المتضررة، وحتى الآن لم يتم إعادة تسكين عائلتين.
ويتساءل المرء عما حدث لقيم البريطانية واللعب النزيه، فالوجه الذي تقدمه ماي عن بريطانيا إلى العالم هو التعصب، ويتم خنق هذه المبادئ تحت قيادتها، كما يوجد المزيد من تصرفاتها التي تسمح بوصفها شخصًا جبانًا وسيئًا، ولكن هذه القضايا الأبرز لإيضاحها