القاهرة- أكرم علي
أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني أن المملكة تجاوزت مرحلة الاهتمام بالأزمة القطرية لأن لديها من القضايا ما هو أكبر.
وأوضح مدني خلال مشاركته، مساء الأربعاء، كضيف شرف للصالون الثقافي "رياض النيل"، في منزل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، أن المتضرر من المقاطعة هي قطر والكرة الآن في ملعبها وعليها اتخاذ السياسة المطلوبة من خلال تنفيذ مطالب الدول الأربع.
و قال مدني "تاريخيًا منطقة الشرق الأوسط قائمة على صراع بين أطراف ثلاث هم العرب والفرس والأتراك وأي توتر بين طرفين من الأطراف الثلاث ينعكس سلبًا على المنطقة".
وأكد أن بلاده تحكم على تصرفات حكام الشعوب وتتخذ منها موقف ولا تعادي المجتمعات والشعوب، قائلًا" لا نهدف لتدمير دولة إيران لأنها دولة حضارية، وإنما احتواء السياسات التي تقوم بها إيران، ووضعها فى إطارها الصحيح، وعدم إعطائها الفرصة لتخريب المنطقة وتدميرها.
وأضاف وزير الدولة السعودى للشؤون الخارجية أن تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول يعد أحد التهديدات الكبرى التي تواجه السعودية خصوصًا بعد الثورة الإيرانية وتصدير الثورة وتدخلاتها السافرة والمباشرة في العراق وسوريا وما تقوم به الآن في اليمن يهدد أمن المملكة بصفة خاصة والخليج بصفة عامة.
وأشار وزير الدولة السعودي، إلى أن ما تقوم به إيران هو السبب في انتشار الأيدلوجيات العابرة للحدود وحالة عدم الاستقرار وتفشي التطرف في المنطقة، وأن الربيع العربي تحول لخريف عاصف، وأن التطورات الأخيرة فى سوريا أضافت كثير من الغموض والضبابية على آمال الحل السياسي لأن إيران هي جزء من المشكلة وليس الحل إلا إذا أخرجت ميليشياتها من سوريا وأوقفت دعمها لقوات الأسد، موضحا أن إيران وجدت فى الحوثيين فرصة للسيطرة على اليمن وتهديد السعودية، وحاولت المملكة المحافظة على ضبط النفس والسعي لإيجاد حل بالحوار لكن دون جدوى لأن الحوثيين لهم رأى مخالف، لذلك كان لابد من قيام التحالف العسكرى لاستعادة الشرعية ووضع حد لسيطرة الحوثيين على اليمن وللتهديد الحوثي المباشر للملكة ودوّل الخليج.
وأشار مدني أن المعادلة تغيرت كثيرا فى الفترة الأخيرة فى سوريا، إلا أن هناك خمس أو ست دول لها عمليات عسكرية في وقت واحد "سوريا أميركا وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل والميليشيات التي تعمل بالداخل السوري والعملية أصبحت أكثر تعقيدا وبدأت الحلول تخرج عن الإطار المتفق عليه، كما أن المصالح أصبحت متناقضة مما أدى إلى عدم إمكانية التوصل لحل نهائي.
وآثر الدكتور "مدني"، أن يتحدث عن العلاقات السعودية – المصرية في نهاية المحاضرة، واصفاً إياها بـ "الحلو" الذي يأتي في نهاية أي مأدبة طعام، مؤكدًا على صلابة وقوة هذه العلاقة الأبدية قائلًا " أننا في المملكة العربية السعودية نؤمن أن مصر منا ونحن منها, ديننا ودينها واحد.. قرآننا وقرآنها واحد.. نزل به الروح الأمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومازال يتلوه ليل نهار قراء مسلمون في القاهرة والإسكندرية وفي أسوان وطنطا. وطنها ووطننا قطعتان من هذا الشرق الأصيل بعاداته وتقاليده وحضارته وثقافته.. وماضيها وماضينا فصلان من كتاب واحد في تاريخ العرب والمسلمين.. تاريخها وتاريخنا مشترك.. جربنا فيه سراء الحياة وضرائها، وتلاقت أهدافنا لنصرة المُثُل العليا التي كنا جميعاً ولا نزال نؤمن بها وندافع عنها."
وأضاف قائلًا" "نحن إلى كل ذلك أنسباء وأقرباء، وكم من مواطنين في مصر يمتون إلينا بعمومة، فقد اختلطنا نسبًا وصهرًا واندمجنا أسراً وعائلات. ونحن اليوم من مصر كما كنا وكما سوف نظل.. أخوة مخلصون لأخت خالصة العرق والنسب.. وها أنتم في هذه الأمسية تحملون إلينا حنين الأخت البرة الوفية، وها نحن نحما إليكم مثل ذلك الحنين