فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي وفرانك بيكر سفير بريطانيا لدى ليبيا

 بدأت فرنسا، السبت، محاولة جديدة لإنعاش وساطتها في الأزمة الليبية، والحفاظ على دورها في إقناع الأفرقاء السياسيين بحل الخلافات العالقة بينهم، بينما يستعد وزير الداخلية الإيطالي لزيارة العاصمة الليبية طرابلس لإجراء محادثات بشأن ملف الهجرة غير الشرعية.

وفيما بدا وكأنه تمهيد لاحتمال تغيير موعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في ليبيا، الذي توصل إليه اجتماع باريس في شهر مايو/ أيار الماضي، نقل بيان لخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، عن جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، الذي هاتفه مساء الجمعة، قوله إنه «يشاطر المشري الرأي حول صعوبة إجراء انتخابات في ظل وجود حروب».

وأضاف البيان: إن الوزير الفرنسي يتفهم جيدًا أن «مكافحة الإرهاب لا تعني الاعتداء على المدنيين في درنة»، قبل أن يعرب عن اتفاقه مع رأي المشري في ضرورة أن تكون الموانئ النفطية تحت إمرة المجلس الرئاسي، وقبل محادثات سيجريها المسؤول الفرنسي في القاهرة الخميس المقبل، لبحث الملف الليبي، ضمن جملة من الملفات الإقليمية مع السلطات المصرية، ناقش لودريان مع المشري تطورات الأوضاع في ليبيا، وذلك في إطار تواصل فرنسا مع الأطراف المشاركة في إعلان باريس.

وبعدما جدد المشري التزام المجلس الأعلى للدولة بما جاء في إعلان باريس، أعلن أن مجلسه بصدد إعداد تصوره حول الاستفتاء على الدستور، أو الأسس الدستورية، التي يمكن أن تتم وفقها الانتخابات، وأيضًا مشروع قانون الانتخابات.

بدوره، جدد فرانك بيكر، سفير بريطانيا لدى ليبيا، خلال لقائه في طرابلس، السبت، فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، التزام بلاده دعم جهوده لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وتقديم كل المساعدة لإنجاح مهمة المبعوث الأممي غسان سلامة، كما أبدى استعداد بلاده للمساهمة في حل الاختناقات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتقديم ما يطلب منها في هذا الشأن.

وقال بيان لمكتب لسراج، إن الطرفين اتفقا على ضرورة المضي قدمًا على طريق الحل السياسي للأزمة الليبية، بينما أكد السفير البريطاني أن «هذه هي قناعة بريطانيا والمجتمع الدولي الذي لن يسمح بأي عرقلة لهذا التوجه"، وتمهيدًا لزيارة من المقرر أن يقوم بها ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالية، إلى العاصمة الليبية طرابلس، الإثنين، تلقى السراج مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي، تناولت وفقًا لبيان أصدره مكتبه آخر تطورات الوضع السياسي في ليبيا، والعلاقات الثنائية، وسبل تطوير وتنمية التعاون بين البلدين الصديقين.

ووفق البيان، فقد جدد كونتي دعم بلاده حكومة السراج ومسار التوافق في ليبيا، بينما أشاد السراج بما تبذله إيطاليا من جهود لتتخطي ليبيا الأزمة الراهنة. كما اتفق الجانبان اللذان ناقشا موضوع الهجرة غير الشرعية، على أهمية إيجاد حلول شاملة للمشكلة تأخذ في الاعتبار أبعادها الأمنية والاقتصادية والإنسانية.

ونقلت وكالة «أكي» الإيطالية عن مصادر إعلامية في روما، أن سالفيني سيزور طرابلس في زيارة خاطفة لبضع ساعات، هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع في حكومة إيطاليا، التي يقودها تحالف حركة خمس نجوم - رابطة الشمال، مشيرة إلى أن أجندة الزيارة تتضمن لقاءات في طرابلس مع السراج، ونائبه أحمد معيتيق، بالإضافة إلى وزير الداخلية عارف الخوجة.

وعسكريًا، واصلت قوات الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، عملياتها العسكرية لتطهير مدينة درنة ومنطقة الهلال النفطي من «فلول الإرهابيين والجماعات المسلحة».
وأصدر اللواء محمد منفور، آمر غرفة عمليات القوات الجوية، تعليمات بمطاردة الهاربين من منطقة الهلال النفطي، مشيرًا إلى اعتزام سلاح الجو شن غارات جوية جديدة اعتبارًا من ظهر الإثنين، في المنطقة الواقعة جنوب شرقي البلاد، وحتى الحدود المشتركة مع تشاد والسودان.

وتحدثت تقارير إعلامية عن وصول إبراهيم الجضران، قائد الميليشيات التي هاجمت منطقة الهلال النفطي، مؤخرًا إلى مدينة مصراتة في غرب البلاد. لكن العميد محمد الغصري، الناطق باسم وزارة الدفاع بحكومة السراج، نفى صحة هذه المعلومات.