الرئيس الأميركي دونالد ترامب

 تتسبب مبادرات انفتاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المستمرة تجاه روسيا، بخلاف متزايد مع مستشاريه للأمن القومي والسياسة الخارجية الذين حثوه منذ وقت طويل على اتباع نهج أكثر حذرًا في التعامل مع روسيا. وقد تفاقمت العلاقة غير المستقرة بين الرئيس وكبار مساعديه بسبب الكشف هذا الأسبوع عن لقاء على مأدبة عشاء موسعة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة في ألمانيا.

وقال مسؤولان أميركيان وثلاثة مسؤولين أجانب كبار إنَّ المحادثات التي لم يتم الكشف عنها، والتي حدثت بعد ساعاتٍ قليلة من اجتماعهم الرسمي، قدمت إشارة حمراء إلى المستشارين المعنيين بميل الرئيس تجنب البروتوكول المُتبع والمضي قدما في التواصل مع روسيا. ولم يُسمح للمسؤولين مناقشة المحادثات الخاصة علنا وتحدثوا بشرط عدم ذكر أسمائهم.

وتظهر الانقسامات العميقة بشكل متزايد داخل الإدارة حول افضل طريقة للتعامل مع موسكو في خضم التحقيقات الأميركية في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية. وقد أثار ترامب مرارًا شكوكًا حول استنتاج وكالات المخابرات الأميركية بان الحكومة الروسية سعت الى تحويل الانتخابات لصالحه ورفض التحقيقات فى إمكانية التواطؤ بين حملته وموسكو ووصفها بأنها "مطاردة شريرة". وفي الوقت نفسه، دفع إلى التعاون بين موسكو وواشنطن حول مختلف الأمور، بما فيها الصراع الدائر في سورية.

بيد إن بعض كبار مساعديه، بمن فيهم مستشار الأمن القومي الجنرال اتش ماكمستر، حذروا من أن بوتين لا يمكن الوثوق به. ومن المعروف أنه ضابط المخابرات، الذي تحول إلى سياسي، وقادر على توجيه المناقشات لصالحه. ووصف المسؤولون الأجانب الثلاثة الذين تحدثوا مع كبار مستشاري ترامب الى أن هناك انقسامًا أو "إشارات مختلطة" بين ترامب وفريقه حول روسيا، مما يسلط الضوء على عدم وجود سياسة واضحة.

وكرر المسؤولون الأميركيون هذا المشاعر، حيث قال دبلوماسيون ومسؤولون استخباراتيون إن "موقف الرئيس" سبب لهم صدمة، خاصة وأنه يقدم دليلاً على التدخل الروسي في الانتخابات. وأعرب ماكماستر عن عدم ارتياحه لمسار ترامب مع المسؤولين الأجانب خلال الفترة السابقة لرحلته إلى ألمانيا. وذكر الجنرال على وجه التحديد انه كانت لديه تحفظات حول قرار ترامب بعقد اجتماع في المكتب البيضاوي في مايو/أيار الماضي مع كبار الدبلوماسيين الروس، ومدى تردد الرئيس في الحديث عن العدوان الروسي فى أوروبا، وفقا لما ذكره المسؤولون الأجانب الثلاثة. كما نصح ماكماستر ومساعدو الأمن القومي الرئيس ايضًا بعدم عقد اجتماع ثنائي رسمي مع بوتين.

وفى خطوة غير عادية للغاية لم يحضر ماكماستر الاجتماع مع بوتين. وحضره ترامب فقط، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ومترجم يُمثل الجانب الأميركي. ورفضت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة هوكابي ساندرز الجدل الدائر حول محادثات العشاء بين ترامب وبوتين. وقالت إنَّ رؤساء أخرين، بمن فيهم باراك أوباما، اجروا محادثات غير رسمية مماثلة.

وتحدث ترامب عن اجتماعه الرسمي السابق مع بوتين في مقابلة مع الصحفيين الأسبوع الماضي على متن طائرة الرئاسة. وقال الرئيس انه واجه بوتين مرارًا بتقارير حول التدخل الروسي في الانتخابات، وهو التدخل الذي ينكره بوتين بشدة.