البابا تواضروس الثاني

أكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، أن المتطرفين يعانون من فهم خاطئ للدين، بل ويعمدون إلى تشويهه حيث اتجهوا للعنف، وبدأوا في ضرب أماكن كثيرة، مضيفًا خلال حوار له في التلفزيون الياباني، على هامش زيارة له لليابان لتدشين كنيسة جديدة: "داعش تؤمن بأفكار قديمة لم تعد تصلح في هذا الزمان، العالم يتقدم والإنسان يتقدم، ومن غير الصواب استخدام أفكار قديمة، ولا يمكن أن توضع رقعة قديمة على ثوب جديد."

وحذر البابا في حواره الإثنين، من تمويل جماعات التطرف، وقال: "هناك من يدفع المال للجماعات الإرهابية، ولا بد من التصدى لذلك ومن يزود تلك الجماعات بالمال فهو إرهابي أيضًا"، مواصلًا "بعض تنظيمات الشر في الشرق الأوسط تحاول أن تتستر بالدين، وتستخدم العنف، ومع ذلك فإن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين قوية، ولكنهم يرغبون في إفساد الوحدة الوطنية عبر استهداف المسيحيين وضرب الجيش والشرطة".

وتابع البابا تواضروس: "في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، الديانات السماوية هي الأكثر انتشارًا، والأحداث الإرهابية جعلت العنف مشكلة عالمية وليست محدودة في مكان معين"، مستطردًا: "مواجهة الإرهاب تحتاج تكاتف العالم كله، ويجب أن يقف العالم وقفة واحدة تجاه الأحداث".

وأرجع البابا سبب انتشار التطرف في الشرق الأوسط إلى وجود تفسيرات خاطئة لآيات القرآن، وهي التفسيرات الخاطئة التي يستخدمها المتطرفين  لتبرير أعمال العنف، مما جعل الناس يربطون بين الدين والتطرف وهو أمر خاطئ تمامًا، وعن العلاقات الاجتماعية، أكد أن الخيانة الزوجية خطيئة تستوجب إنهاء الزيجة، أي عدم استمرار هذا الزواج، مضيفًا: "والشخص غير المخطئ في هذه القضية نمنحه تصريحًا بالزواج مرجعًا الأمر لعوامل التربية".

واستطرد البابا:  "لا بد أن يتربى الإنسان على إقامة بيت على أساس من الحب، لأن الحب هو فن إسعاد الأخر، مما يحتاج إلى وقت لكي يحصل على السعادة، فالسعادة تحدث بوجود الآخر"، مضيفًا: "الزوج والزوجة يتفانان في إسعاد بعضهما البعض، ومن ثم إسعاد الأولاد، والأسرة تقوم على مبدأ الحب الداخلي ويضمن استمرار الزواج ويحمي الزواج من خطيئة الخيانة الزوجية".

واعتبر البابا تواضروس أن التنوع في الثقافات بين الشعوب مصدر ثراء وليس فقر فالمعرفة والتنوع الإنساني مصدر للثروة، أما إذا كان الإنسان ذو عقل ضيق وروح ضيقة لا يستطيع أن يتعامل مع الله، مضيفًا: "السلام يتطلب فكر منفتح وعقل منفتح".