الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون

تعهَّد الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون بعدم التهاون في تعامل فرنسا في حربها ضد المتطرفيين المقيمين في الدول الأفريقية. جاء ذلك بعد تناوله طعام العشاء مع القوات المسلحة الفرنسية الموجودة في مالي. وقال ماكرون في قاعدة "غاو" العسكرية في شمال مالي انه سيزيد من التعاون مع شريكه في الاتحاد الأوروبي المانيا، في محاولة للقضاء على التهديد الإرهابي لأوروبا.

وقال ماكرون انه يريد إجراء اكبر من جانب الحكومة المالية لتنفيذ اتفاق سلام وُقع في عام 2015 وثد تعثر مرارا في مواجهة التنافس المستمر بين خليط الجماعات المسلحة العاملة في الشمال. وأضاف في مؤتمر صحفي "الأمر المهم بالنسبة لنا تسريع" الصفقة ووصف ما يسمى باتفاق الجزائر كأولوية قصوى لضمان امن مالي. واكد الرئيس الفرنسي على الحاجة إلى تعاون أوربي قوي في الحرب ضد الجهاديين وخاصة مع زملائه فى الاتحاد الأوروبي ولاسيما المانيا. وقال ماكرون للصحافيين: إن "رغبتي في إطار تدخلنا العسكري في أفريقيا هي أن نقوم بالكثير مع أوروبا وأكثر مع المانيا". وأضاف الرئيس الفرنسي انه سيحضر أيضا اجتماعا للدول الخمس في منطقة الساحل وهي نفس الدول التي توجد فيها قوة برخان في الأسابيع المقبلة.

ويتمركز حوالى 1600 جندي فرنسي في قاعدة "غاو" العسكرية، اكبر قاعدة اجنبيه فى فرنسا، كجزء من قوة مكافحة الإرهاب في منطقة برخان التي تعمل فى منطقة الساحل. وتضم القوة  حوالي 4 الأف جندي منتشرين في خمس دول هي مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو. وقد توفي 17 جنديا فرنسيا في مالي منذ عام 2013، عندما شن الرئيس الفرنسي السابق هولاند تدخلا لمطاردة الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة الذين تجاوزوا المدن الشمالية الرئيسية. ولا يزال المتطرقون يجوبون شمال البلاد ووسطها، ويصعِدون الهجمات على المدنيين والجيش، فضلًا عن القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة التي لا تزال متمركزة هناك.

وتشارك ألمانيا حاليا بـ550 جنديا في قوة الأمم المتحدة المتعددة الجنسيات في مالي، وتسعى بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، وتشكل أكبر فرقة أوروبية. وقد بحث الرئيس الجديد هذه القضية مع المستشار الألماني انجيلا ميركل في برلين اليوم الاثنين خلال زيارته الأولى لزعيم أجنبي منذ توليه السلطة.

وقال مصدر في فريق ماكرون أن فرنسا تريد "قوة دفع فرنسية-ألمانية جديدة حتى تلعب أوروبا دورا أكبر في مسائل الدفاع والأمن خصوصا في أفريقيا والساحل". يذكر أن ماكرون كشف خلال حملته الانتخابية عن رغبته في إعادة معايرة دور فرنسا في القارة الأفريقية. وقال إن فرنسا وعدت بدعم عسكري ودبلوماسي وسياسي "مستمر" بمساعدة الوكالة الفرنسية للتنمية.