مقديشيو ـ عادل سلامه
هزّ انفجاران متتاليان العاصمة الصومالية مقديشيو، بعد أسبوعين فقط من انفجار ضخم لقنبلة، أسفر عن مقتل أكثر من 350 شخصًا. وأفادت تقارير إخبارية أن الانفجار الأول نجم عن سيارة مفخخة، في أحد الفنادق، بينما وقع الانفجار الثاني بعد ذلك بقليل بالقرب من المبنى السابق للبرلمان. واقتحم مسلحون الفندق بعد الانفجار.
وأعلنت الشرطة الصومالية أن 17 شخصا على الأقل قتلوا بتفجيرين منفصلين بسيارتين ملغومتين في العاصمة مقديشو، مشيرة إلى أن غالبية القتلى من القوات الأمنية. وأعلنت حركة "الشباب" الصومالية، مسؤوليتها عن التفجيريين اللذين استهدفا فندقا ومقر البرلمان. وأوضحت الشرطة أن انتحاريا قاد سيارة مفخخة اقتحم بها فندق ناسا هابلود بالقرب من القصر الرئاسي، حيث يتردد على الفندق سياسيون في مقديشيو، أعقبه اقتحام مسلحين لمبنى الفندق.
وأضافت الشرطة أن انفجارا آخر وقع بعد دقائق قليلة باستخدام سيارة مفخخة قرب مقر البرلمان السابق في منطقة قريبة. وأشارت الشرطة إلى أن غالبية القتلى كانوا من الجنود المتمركزين قرب بوابة الفندق، مشيرة إلى أن من بين القتلى عضوا سابقا في البرلمان.
وأكد عبد القادر عبد الرحمن، مدير خدمة أمين للإسعاف أن 17 مصابا نقلوا من الفندق إلى المستشفى. من جانبه قال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب "استهدفنا وزراء ومسؤولين أمنيين كانوا داخل الفندق. نحن نقاتل في الداخل"، مضيفا أن الفندق مملوك لوزير الأمن الداخلي محمد أبو بكر إسلو. وبحسب الرائد دخلت سيارة مفخخة إلى بوابة فندق "ناسا هابلود تو" في مقاديشو قبل أن تنفجر. وهو "فندق مزدحم، يتردد عليه المشرعون والعسكريون والمدنيون".
ووقع الانفجار الثاني بعد حوالي نصف ساعة، بالقرب من موقع لقوات الأمن. ومازالت مقديشو في مرحلة التعافي من التفجير الذي وقع منذ أسبوعين، والذي أسفر عن مقتل 358 شخصاً على الأقل، بينما مازال 56 آخرون في عداد المفقودين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في 14 أكتوبر / تشرين الأول. ولكن السلطات ألقت حينها باللائمة على حركة الشباب الإسلامية المسلحة، غير أن الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة، نفت مسؤوليتها عن التفجير.
وتخوض حركة الشباب قتالا منذ سنوات لإسقاط الحكومة المركزية في الصومال والسيطرة على مقاليد الحكم في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي. وطُردت الحركة، المتحالفة مع تنظيم القاعدة، من العاصمة مقديشو عام 2011. وفقدت الحركة منذ ذلك الحين الكثير من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في السابق، بعد حملة شنتها قوات الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. لكن الحركة لا تزال تسيطر على أجزاء كبيرة من الصومال، وتشن هجمات منتظمة وتفجيرات في العاصمة مقديشو وبلدات أخرى، ضد أهداف عسكرية ومدنية بالإضافة إلى تنفيذها هجمات في كينيا المجاورة