الرئيس محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات

دعت الولايات المتحدة إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، واصفة إياه بالنموذج الذي خذل الشعب الفلسطيني، وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي قال المستشار الأميركي جيسون غرينبلات إن الأونروا عبارة عن "ضمادة" وإن الوقت حان لكي تتسلم الدول المستضيفة للاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية.

وقال غرينبلات الذي يشترك مع صهر ترامب جاريد كوشنر في صياغة خطة سلام سيتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان إن الوقت حان "لبدء نقاش حول تخطيط نقل الخدمات التي تقدمها الأونروا إلى الحكومات المضيفة أو غيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية أو المحلية".

وأكد مدير الأونروا بيير كرينبول للمجلس عبر الفيديو من غزة أن الوكالة تمكنت من سد عجز بقيمة 446 مليون دولار العام الماضي من خلال خفض الميزانية ومساهمات المانحين الجدد، وأوضح "في الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون الفلسطينيون غيابا شبه تام لأي أفق سياسي، أنا مقتنع تماما بأن استمرار خدمات الأونروا مهم جدا لحفظ الكرامة الإنسانية والاستقرار الإقليمي".

اقرأ أيضًا:

إندونيسيا تُدعم وكالة غوث بمليون دولار لصالح اللاجئين الفلسطينيين

وأكدت فرنسا ذلك الموقف وحذرت من أن عدم دعم اللاجئين الفلسطينيين سيحول المخيمات إلى ساحات تجنيد رئيسية للإرهابيين في المنطقة.

يذكر أن الأنروا تأسست في 1949 لتقديم خدمات التعليم والصحة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة.

روسيا والاعتماد على القرارات الدولية
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أنه لا بديل لحل الدولتين في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشدد على ضرورة الاعتماد على القرارات الدولية في هذا الشأن.

ودعا نيبينزيا، في كلمة ألقاها خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت، اليوم الأربعاء، لمناقشة قضية الشرق الأوسط، إلى "مضاعفة الجهود في المسار الفلسطيني الإسرائيلي للتسوية الشرق أوسطية"، وأوضح قائلا: "يحمل الحل العادل للقضية الفلسطينية أهمية محورية لمعالجة الوضع في المنطقة برمتها، لكن استمرار الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بالعكس، سيسمم دائما الأجواء الدولية العامة وسيؤثر سلبا على الجهود الرامية إلى تسوية الأزمات الإقليمية الأخرى، بما في ذلك عبر تغذية الخصبة الإرهابية".  

وأضاف نيبينزيا مشددا: "ولا يجب مع ذلك ابتكار أي شيء جديد، وهناك معايير منسقة ومعترف بها دوليا، من بينها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومبادئ مدريد، بينها الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية"، وأشار المندوب الروسي إلى أن المشكلة لا تكمن في طبيعة هذه المعايير، وإنما في "العوامل التي تعرقل استئناف العملية التفاوضية" بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم، ويمكن إزالتها عبر تطبيق توجيهات تقرير رباعية الوسطاء الدوليين الصادر عام 2016.

وأكد نيبينزيا أن روسيا "لا ترى أي بديل لصيغة حل الدولتين" لتسوية الصراع، وتعتبرها "طريقا واقعيا وحيدا لإنهاء المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية والاتهامات المتبادلة"، لافتا إلى أن "المفاهيم الأخرى لا تؤدي إلى التضليل وتزيد من صعوبة استئناف العملية السياسية".

وتابع حديثه بالقول: "لا نؤمن بأن يتخلى الفلسطينيون عن طموحاتهم الشرعية إلى إقامة دولة لهم، أيا كان ما سيوعدون به في المقابل. محاولات فرض حلول جاهزة للأطراف ستفشل".

وأكد نيبينزيا أهمية استمرار الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك ماليا، معتبرا أن أنشطة هذه المؤسسة مهمة جدا بالنسبة إلى إرساء الاستقرار في الأراضي الفلسطينية بل دول الشرق الأوسط.

منظمة التحرير تعلن مقاطعة مؤتمر البحرين
أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، مساء الأربعاء، رسميا مقاطعة فلسطين لمؤتمر البحرين الذي اقترحته الإدارة الأميركية.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، "إنه وعلى ضوء قرارات الإدارة الأميركية قررنا عدم المشاركة في المؤتمر الذي اقترحت واشنطن عقده في المنامة بأي شكل من الأشكال".

وأكد صائب عريقات أن من يريد الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني عليه أن يدعم موقف الإجماع الفلسطيني ممثلا بموقف الرئيس محمود عباس، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل والحركات الفلسطينية كافة، والشخصيات الوطنية والقطاع الخاص.

وشدد أمين سر اللجنة التنفيذية على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المنظمة لم تفوض أحدا للحديث باسمها، وأنها لا تريد أن تزايد على أحد أو تنتقص من مصالح أحد.

وأعرب عريقات عن شكره لموقف الإجماع الدولي في مجلس الأمن الذي عارض مواقف الإدارة الأميركية تجاه محاولات إسقاط حل الدولتين على حدود 1967، وقضايا القدس، واللاجئين، والاستيطان، والحدود، كما ثمن الإجماع الفلسطيني بالانتصار لحقوقنا الوطنية المشروعة.

رئيس الوزراء الفلسطيني وعائلات الشهداء والأسرى
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، أنه "لن يهدأ بال ما دام الأسرى في السجون"، مشددا على أن "الأولوية للشهداء والأسرى وعائلاتهم ولو بقي مع الحكومة قرش واحد".

وقال محمد أشتية خلال مشاركته في إفطار رمضاني جماعي لأسر الشهداء، مساء الأربعاء، في رام الله: "تشن علينا حرب من الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، حرب من نوع جديد، إضافة إلى الحرب على الأرض والهوية والإنسان، هناك حرب مالية، هذه الحرب التي تعتقد الإدارة الأمريكية أنها تبتزنا بها من أجل مواقف سياسية".

وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني: "باسمكم جميعا نقول إن الرئيس محمود عباس ونحن معه، سنبقى أوفياء لدم الشهداء والأسرى مهما كان شكل الحرب المعلنة علينا"، وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني قائلا، إن "المركب الثاني من صفقة القرن سيبدأ بعد أيام، بعد إنجاز المركب الأول المتمثل بنقل السفارة وتجفيف الأموال عن الأونروا وعنا، الآن سيعقد الشق الاقتصادي من صفقة القرن، ونحن لسنا طرفا مع هذا، ولا نريد أن يشارك أحد، لم نستشر ولن نكون طرفا، نحن لا نبحث عن لقمة عيش، نبحث عن عزة نفس وكرامة ودولة مستقلة وعاصمتها القدس".
وأوضح أشتية أن الوضع الاقتصادي صعب، وأن الحكومة تم تسليمها في ظروف صعبة، وأنه يشرفه أن يقف على "هذه المنصة بتكليف من الرئيس محمود عباس، والوزراء، ليكونوا خدما للشعب"، مبينا أنهم يعملون على تحقيق الوحدة الوطنية، كما أكد في تصريحاته على أن الحكومة تعمل من أجل مساعدة الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أنها ستبقى وفية للشعب في القطاع، وأن الحكومة ستبقي الباب مفتوحا لإنهاء الانقسام من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقد يهمك أيضًا:

"الجهاد الإسلامي" تُدين مؤتمر البحرين وتعتبره تطبيعًا عربيًا رسميًا مع إسرائيل

"التعاون الإسلامي" تُنشئ صندوقًا لضمان استدامة تمويل أنشطة "أونروا"