حملات ضد التحرش في العيد

تنتشر ظاهرة التحرش الجنسي في الشوارع والميادين والحدائق العامة بشكل واسع، تزامنًا مع احتفال المصريين بعيد الفطر،  وفي إطار جهود مكثفة لمكافحة تلك الجريمة، اتخذت الحكومة المصرية والمبادرات الشبابية، مجموعة من الإجراءات، منها تخصيص شرطة نسائية، ونشر كاميرات مراقبة، فضلًا عن انتشار مجموعات من الشرطة السرية للتدخل السريع، وتخصيص أرقام هاتفية لاتصال الفتيات والنساء في حالة التعرّض للتحرش.

وأعلن المجلس القومي للمرأة، تخصيص غرفة عمليات بمكتب شكاوى المرأة تعمل على مدار الساعة خلال أيام عيد الفطر المبارك، لتلقي شكاوى التحرش التي قد تتعرّض لها النساء والفتيات، وقالت مايا مرسي، رئيس المجلس، إن محاميّ مكتب شكاوى المرأة سينزلون برفقة قوات الشرطة خلال الحملات الأمنية لضبط وقائع التحرّش في أيام العيد بالتعاون مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في وزارة الداخلية سعيًا من المجلس القومي للمرأة لمساندة ضحايا التحرش الجنسي ومناهضة العنف ضد المرأة.

 

وأكدت مرسي، أن مكتب شكاوى المرأة يقدم المساندة المجتمعية والقانونية من خلال محامين متخصصين وإخصائيين اجتماعيين للسيدات والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف في حالة الاتجاه لرفع دعاوى قضائية، وتتلقى غرفة عمليات مكتب شكاوى المرأة شكاوى التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة عبر الخط المختصر 15115 و01007525600، وأعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ لتأمين احتفالات المصريين بالعيد، وقررت نشر مجموعة من الشرطة السرية في الشوارع والميادين والمتنزهات العامة الرئيسة في العاصمة القاهرة والمدن الكبرى في المحافظات، لمواجهة أية أعمال شغب أو تحرش بالفتيات والنساء، والقبض على المتحرشين.

وحرصت عناصر الشرطة النسائية، بوحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، على وضع "روشتة أمنية" للفتيات، حتى لا يتعرضن للتحرش في العيد، ويستمتعن بأوقاتهن وهي، تجنب السير في الطرق المظلمة، وتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، وسير الفتيات بمجموعات أفضل من سير الفتاة بمفردها، و عدم ارتداء الملابس المثيرة، كما وجهت الشرطة النسائية، الفتيات التي تستقل سيارة تاكسي، إذا كانت بمفردها، أن تجلس في المقعد الخلفي، حتى لا تعطي الفرصة للسائق أن يطمع فيها، مطالبة الفتاة التي تتعرض للتحرش، باللجوء للشرطة لتحرير محضر فوراً بالواقعة، وشددت على ضرورة التعامل بقوة مع المتحرش وعدم شعور الفتاة بأنها مخلوق ضعيف، والاستنجاد بالمواطنين في الشارع لمساعدة الفتاة في ضبط المتحرش، والالتزام بالأماكن المخصصة للسيدات في المواصلات أو الطوابير، ووجهت بالاتصال بأرقام "0112697722، 0112677333، 0112697744" للإبلاغ عن المتحرّش.

وجهزت حركات ومنظمات مكافحة التحرش متطوعين، للانتشار في الشوارع والميادين والحدائق العامة وكورنيش النيل، ومتابعة الاحتفالات وتوعية الشباب بمخاطر جريمة التحرش، ومساعدة الفتيات والنساء اللاتي قد يقعن ضحايا للمتحرشين، وأعلنت مبادرة "أمان" لمناهضة للتحرش الجنسي، احتجابها وتجميد أي أنشطة توعوية لها ميدانيا من الآن، بسبب التعامل غير اللائق وغير المفهوم من قبل السلطات المصرية مع المبادرات والمنظمات غير الحكومية المعنية بمناهضة جرائم التحرش والعنف الجنسي تجاه النساء والفتيات في مصر.

وقال منسق مبادرة "أمان" فتحي فريد، إنه منذ نهاية عام 2014، والمجموعات والمبادرات المناهضة للتحرش الجنسي تتعرض للضغوط والتضييق الأمني على وجودها الميداني أثناء مباشرة أعمال التوعية والتدخل والرصد، مشيرًا إلى أن المبادرة لا تجد أمامها متسعا للعمل ولا مجالا ملائما لنشر التوعية، بل إننا أمام مواقف خطابات رسمية تحرض ضد النساء والفتيات، وتخلق المبررات للمتحرشين، وتعيق أعمال المبادرات والمنظمات غير الحكومية المناهضة للعنف الجنسي.

وطالبت المبادرة جميع النساء والفتيات بالتمسك بحقوقهن المشروعة والإنسانية، وأن الأمان لهن حق، وحرية أجسادهن حق، والتمتع بالمجال العام حق، والحياة الآمنة في المجال الخاص حق، وأن النضال للتمتع بحياتهن حق، وكشف رئيس مجلس إدارة مشروع الحدائق المتخصصة في القاهرة، اللواء محمد سلطان، إنه يجري حاليًا تركيب كاميرات مراقبة في كل الحدائق المتخصصة، لاسيما التي تشهد كثافات عالية وإقبالا كبيرا من المصريين، موضحًا أن جميع الكاميرات ستكون متصلة بغرفة عمليات متواجدة في الحديقة الدولية، لرصد أية مخالفات أو أعمال تخريب أو أي تجاوزات من الزوار خاصة في الأوقات المتأخرة، أو تحرش جنسي، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من تركيب الكاميرات في حديقتين خلال الأيام الماضية، وجاري العمل على الانتهاء من تركيب المنظومة بالكامل خلال الأشهر القليلة المقبلة.