حشد صغير من الشباب في جميع أنحاء روسيا

تجمع حشد صغير من الشباب في جميع أنحاء روسيا، في موجة من التظاهرات اجتاحت جميع أنحاء البلاد، ردًا على دعوة احتجاج صدرت من وراء قضبان زعيم المعارضة الروسية المسجون اليكسي نافالني. وتزامنت الاحتجاجات مع عيد ميلاد الرئيس فلاديمير بوتين الخامس والستين. وكانت نسبة الاقبال على الاحتجاجات، التي بدأت في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، ثم تدحرجت غربا طوال اليوم، أقل بكثير مما كانت عليه في يومين سابقين من التجمعات الوطنية التي دعا اليها السيد نافالني في مارس/آذار ويونيو/حزيران.

وغير أن انتشارها الجغرافي أكد أن حملة مكافحة الفساد هي أفضل عدو سياسي منظم، وأكثره عزيمة في مواجهة بوتين. وبحسب الصحيفة ففي موسكو أدت الأمطار الغزيرة والوجود الكثيف للشرطة والمخاوف من القمع القاسي إلى إضعاف حماسة أنصار السيد نافالني حيث تجمع بضع مئات من الناس في ميدان بوشكين في وسط المدينة، وقاموا بهتافات ضد السيد بوتين و الفساد الذي أصبح سمة متوطنة من حكمه الاستبدادي على نحو متزايد. وبالمقارنة، تجمع الآلاف في موسكو ومدن أخرى في الأيام الأولى للاحتجاج الذي دعا إليه السيد نافالني (41 عاما).

وهتف المتظاهرون الشباب، وسخروا من عيد ميلاد بوتين ، والذي من المقرر أن يخوض انتخابات رئاسية العام المقبل، وسيكون عمره أكثر من 70 عندما تنتهي ولايته. وأفادت منظمة "أوفد إنفو" ، وهي منظمة غير ربحية، أن أكثر من 260 متظاهرا قد ألقي القبض عليهم في وقت مبكر من مساء السبت، وهو عدد أقل مما كان عليه خلال الاحتجاجات السابقة الأكبر التي نظمها السيد نافالني.

مع ذلك، يبدو أن حملة القمع كانت شديدة في بعض المدن، ولا سيما سانت بطرسبرغ، حيث تم اعتقال 66 شخصا على الأقل، وأظهرت الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي أن المتظاهرين يشنقون بالدم بعد اعتقالهم. وكان السيد نافالني غائبا عن احتجاجات السبت، حيث حكم عليه في وقت سابق من هذا الأسبوع بالسجن لمدة 20 يوما بسبب تنظيمه تجمعات غير مرخصة. ويبدو أن هذا الحكم القضائي كان محاول لوقف جهود السيد نافالني لتنظيم الاحتجاجات في سانت بطرسبرغ.

ولكن بدلا من التخلي عن خطط احتجاجه لثاني أكبر مدينة في روسيا، دعا السيد نافالني، في الرسائل المرسلة من السجن، أنصاره إلى النزول إلى الشوارع ليس فقط في تلك المدينة ولكن في بلدان أخرى في جميع أنحاء البلاد للضغط على السلطات للسماح له بالتنافس في انتخابات رئاسية مقررة في آذار/مارس، وقال المتظاهرون في موسكو " نافالني هو رئيسنا..نحن القوة هنا".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السيد بوتين سيهزم بسهولة السيد نافالني في انتخابات رئاسية، ولكن قدرة الرجل الأصغر سنا على حشد الشباب الروسي في السابق، والتحقيق الذي أجراه في قضية الفساد في حاشية السيد بوتين، قد اثار  بوضوح الكرملين. وخلافا لجيل أقدم من زعماء المعارضة الروسية، التي يهيمن عليها الليبراليون المخضرمون والمنشقون من الحقبة السوفياتية، استغل السيد نافالني مخاوف الشباب الروسي ، وذلك باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات لفضح الثروة والفساد المتفشي بين كبار المسؤولين الحكوميين، من خلال سلسلة من أشرطة الفيديو.

وذكرت لجنة الانتخابات المركزية الروسية أن السيد نافالني لا يستطيع أن يتولى الرئاسة من الناحية القانونية بسبب ادانة جنائية سابقة بالاختلاس في سرقة الأخشاب من شركة حكومية. وقد أنكر السيد نافالني قضية الاختلاس ووصفها بأنها ما هي إلا نزاعا سياسيا.